تجمع جازان الصحي
معجزة طبية بجازان.. تجمع جازان الصحي ينقذ امرأة من مرض قاتل
كتب بواسطة: حكيم خالد |

نجح تجمع جازان الصحي في إنقاذ حياة امرأة ثلاثينية كانت تعاني من حالة طبية نادرة ومعقدة في الأمعاء، بعد تدخل جراحي عاجل استمر على مرحلتين انتهى بتماثل المريضة للشفاء الكامل وخروجها من المستشفى بصحة مستقرة.

وأوضح الدكتور عثمان إسكندر، استشاري الجراحة العامة في قسم الجراحة بجامعة جازان، أن المريضة وصلت إلى قسم الطوارئ وهي في حالة حرجة بسبب صدمة إنتانية شديدة ناتجة عن تعفن داخلي في الجهاز الهضمي تسبب به تناولها لأدوية معينة.

وأضاف الدكتور إسكندر أن الأعراض التي ظهرت على المريضة في البداية كانت تشير إلى اضطراب حاد في الدورة الدموية مع انخفاض في ضغط الدم، ما استدعى تنويمها الفوري في قسم العناية المركزة وتقديم الرعاية اللازمة للحفاظ على وظائف الأعضاء الحيوية.

وأشار إلى أن الطاقم الطبي بدأ بإعطاء المريضة محاليل وجرعات من الأدوية المنشطة للدورة الدموية والقلب، وبعد استقرارها جزئيًا تم إجراء فحوصات دقيقة شملت أشعة مقطعية أظهرت وجود تعفن داخلي واسع النطاق في الأمعاء الدقيقة والقولون.

وبيّن أن الخطة العلاجية وضعت على مرحلتين، بدأت بإجراء عملية استكشاف طارئة للبطن، كشفت عن وجود تآكل شديد في الأمعاء ما تطلب استئصال نحو ثلاثة أمتار من الأمعاء الدقيقة إضافة إلى جزء من القولون حفاظًا على حياة المريضة.

وأوضح أن المرحلة الأولى تمت في ظروف حرجة للغاية، حيث كان الهدف الأساسي منها هو السيطرة على مصدر التسمم المعوي ومنع انتشار العدوى إلى بقية أعضاء الجسم، وقد تمكن الفريق الجراحي من تنفيذها بنجاح.

وأشار إلى أنه بعد مرور شهرين على العملية الأولى تم البدء في التحضير للمرحلة الثانية، والتي تطلّبت تنسيقًا عاليًا بين فريق الجراحة وأطباء العناية المركزة، خصوصًا مع تعافي المريضة التدريجي واستقرار مؤشرات وظائف الأعضاء.

وفي المرحلة الثانية تم إجراء عملية جراحية دقيقة هدفت إلى إعادة توصيل الأمعاء حيث قام الأطباء بربط المتر والنصف المتبقي من الأمعاء الدقيقة بما تبقى من القولون بهدف استعادة الوظيفة الطبيعية للجهاز الهضمي.

ولفت إلى أن العملية كانت معقدة نظرًا للحالة السابقة من الالتهاب والتآكل، إلا أن المريضة استجابت للعلاج بشكل جيد ولم تسجل أي مضاعفات كبيرة خلال فترة النقاهة، وتمت متابعتها بدقة لضمان عدم عودة الالتهاب أو حدوث تسرب في التوصيلة.

وأكد أن المريضة أظهرت تحسنًا سريعًا بعد العملية الثانية وبدأت في تناول الطعام بشكل تدريجي ما ساهم في رفع مستويات الطاقة لديها واستعادة الوزن والتوازن الغذائي بشكل طبيعي بعد أسابيع من المتابعة.

وأشار إلى أن فريق العناية المركزة قدّم دعمًا متكاملًا للحالة طوال فترة التنويم بما في ذلك التغذية الوريدية والمراقبة الدقيقة لوظائف الكلى والكبد والقلب إلى جانب الدعم النفسي الذي كان له دور كبير في استجابة المريضة للعلاج.

وشدّد الدكتور إسكندر على أهمية التعاون بين الأقسام المختلفة داخل مستشفيات تجمع جازان الصحي والذي كان أحد العوامل الحاسمة في إنجاح هذا التدخل المعقد وإنقاذ حياة المريضة من مضاعفات كانت قد تؤدي إلى الوفاة.

وبيّن أن حالة المريضة تُعد من الحالات النادرة التي تتطلب تدخلاً جراحيًا على مرحلتين، حيث أن معظم الحالات المشابهة قد لا تتجاوب مع الخطة العلاجية أو تتعرض لمضاعفات تمنع استكمال الإجراءات الجراحية.

واختتم الدكتور عثمان تصريحه بالإشارة إلى أن المريضة خرجت من المستشفى وهي في حالة مستقرة تمامًا ولا تعاني من أي آثار صحية دائمة، مثمنًا جهود الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية التي ساهمت في تحقيق هذا النجاح الطبي.