صحة العيون
استشاري يكشف أبرز مسببات التهابات العين وتحسسها ويوضح وسائل الوقاية
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

أوضح استشاري جراحة العيون الدكتور أيمن الأيوبي أن الوقاية من جفاف العين تبدأ بتجنب العادات الخاطئة التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة مشيرًا إلى أهمية الامتناع عن لمس العينين بأيدٍ غير نظيفة أو مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين لما في ذلك من مخاطر نقل العدوى أو التهيّج الذي يؤدي إلى مضاعفات صحية في منطقة العين.

وأكد الدكتور الأيوبي خلال مداخلة على قناة "الإخبارية" أن المداومة على ترطيب العينين وغسلهما بالماء الدافئ من أبرز الوسائل التي تقي من الجفاف وتحافظ على رطوبة القرنية وتقلل من فرص الإصابة بالالتهابات التي قد تتطور إلى حالات مرضية تتطلب تدخلًا طبيًا مباشرًا.

وبيّن أن من أعراض التهابات العين الشائعة وجود حكة شديدة تؤثر على راحة المريض بشكل يومي إلى جانب الاحمرار اللافت في بياض العين والإفرازات اللزجة أو المائية التي قد تستمر لعدة أيام وتعيق القدرة على فتح العينين بشكل طبيعي أو ممارسة الأنشطة اليومية براحة.

وأشار إلى أن التهابات الملتحمة تُعد من أبرز المشكلات التي تصيب العين وغالبًا ما تكون ناتجة عن الإصابة ببكتيريا أو فيروسات أو كرد فعل تحسسي تجاه عوامل بيئية خارجية مثل الغبار والدخان أو مواد ذات قابلية لإحداث التهيّج مثل مستحضرات التجميل أو المنظفات الكيميائية.

وأوضح أن بعض المرضى قد يخلطون بين التحسس المؤقت والالتهابات المزمنة وهو ما يستدعي التشخيص الدقيق من طبيب مختص لتحديد نوع الالتهاب ومدى تأثيره على الرؤية ومدى الحاجة إلى علاج موضعي أو نظامي لتفادي أي مضاعفات على المدى القريب أو البعيد.

وأكد الأيوبي أن مضاعفات التهاب ملتحمة العين قد تشمل تأثر الرؤية بشكل ملحوظ وحدوث التهابات داخلية في العين تؤدي إلى مزيد من الحكة والاحمرار المزمن وقد تعيق القدرة على التركيز أو القراءة أو النظر إلى الضوء المباشر وهو ما يتطلب تدخلًا علاجيًا متخصصًا.

وأضاف أن العلاج الفعّال لهذه الحالات يعتمد على استخدام قطرات موضعية مناسبة تُصرف من قبل الطبيب المختص بناء على التشخيص التفصيلي إلى جانب اللجوء إلى المضادات الحيوية أو المضادات الفيروسية بحسب طبيعة الحالة الصحية والمسبب الرئيسي للالتهاب.

كما شدد على أهمية الترطيب المباشر للعين خاصة لدى من يعانون من حالات مزمنة أو يعملون في بيئات جافة أو يستخدمون الشاشات لساعات طويلة مشيرًا إلى أن الوقاية تبدأ من الرعاية اليومية والمتابعة الطبية عند الشعور بأي أعراض غير معتادة أو تطور مفاجئ في الحالة.

ودعا الدكتور الأيوبي إلى تجنب التهاون في التعامل مع مشاكل العين والحرص على النظافة الشخصية وعدم فرك العينين بالأيدي أو المناديل الملوثة خاصة في الأماكن العامة أو خلال فترات انتشار العدوى الموسمية التي تزيد من فرص انتقال الفيروسات والبكتيريا.

وأشار إلى أن استخدام العدسات اللاصقة بدون تعقيم مناسب أو التعرّض للهواء الجاف والمكيفات بشكل مباشر قد يُساهم أيضًا في جفاف العين وتكرار التهيّج مما يؤدي إلى ارتفاع خطر الالتهاب ويجعل العلاج أكثر تعقيدًا ما لم يُتدارك الأمر مبكرًا.

وأكد على أن الوقاية لا تتطلب إجراءات معقدة بل تبدأ من خطوات بسيطة كغسل الوجه بالماء الدافئ وتجنب لمس العين خلال اليوم واستخدام القطرات المرطبة التي تُصرف دون وصفة في الحالات العادية أو بإشراف الطبيب في الحالات المتكررة أو المزمنة.

ونوّه إلى أن بعض حالات التهابات العين لا تكون خطيرة في بدايتها لكنها قد تتفاقم إذا لم تُعالج بالشكل المناسب مبينًا أن التهاون في الأعراض أو تأجيل الكشف الطبي قد يؤدي إلى تداعيات لا تُحمد عقباها خصوصًا لدى من يعانون من ضعف مناعي أو أمراض مزمنة.

واختتم الدكتور الأيوبي حديثه بدعوة المجتمع إلى تعزيز الوعي بصحة العين باعتبارها من الأعضاء الحساسة في الجسم والتي تتأثر سريعًا بالعوامل البيئية والتصرفات الشخصية الخاطئة مؤكدًا أن الحفاظ على سلامتها مسؤولية مشتركة تبدأ من الفرد وتمر بالتوعية المجتمعية.