شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا في تعاملات اليوم الثلاثاء، وذلك بعد مكاسب ملحوظة حققتها خلال الجلسة السابقة بنسبة قاربت 2%، حيث أثّرت عدة تطورات متزامنة على ثقة المستثمرين في الأسواق العالمية، أبرزها استمرار الترقب لقرارات الرسوم الجمركية الأميركية، إلى جانب مفاجأة في بيانات إنتاج "أوبك+" فاقت التوقعات لشهر أغسطس المقبل.
وسجل خام برنت القياسي تراجعًا بمقدار 21 سنتًا، ليصل إلى 69.37 دولارًا للبرميل، في حين خسر الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط نحو 24 سنتًا، ليستقر عند 67.69 دولارًا للبرميل، وهو ما يعكس قلق المتعاملين من زيادة المعروض العالمي في توقيت يشهد تباطؤًا نسبيًا في الطلب العالمي، خاصة من الاقتصادات الكبرى التي تواجه تحديات تضخمية.
وبحسب خبراء الطاقة، فإن الزيادة المعلنة في إنتاج تحالف "أوبك+" تفوق ما كانت الأسواق تتوقعه، الأمر الذي زاد من الضغط على الأسعار، خصوصًا في ظل غياب مؤشرات قوية على ارتفاع استهلاك الوقود خلال النصف الثاني من العام، ما يعيد للأذهان السيناريوهات السابقة لتخمة المعروض التي أثرت سلبًا على توازن الأسواق.
ومن جانب آخر، لا تزال الأسواق تتابع عن كثب السياسة التجارية الأميركية، إذ أن تصاعد الحديث مجددًا عن فرض رسوم جمركية جديدة على عدد من السلع الصينية قد ينعكس سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي، ويؤثر بالتبعية على الطلب على النفط، وهو ما يفسر جزءًا من التردد الواضح في حركة الأسعار مؤخرًا رغم بعض المؤشرات الإيجابية في السوق.
ويأتي هذا التراجع في وقت حساس تمر فيه سوق الطاقة العالمية بمرحلة من التقلبات المستمرة، بين مخاوف الركود في الاقتصادات الكبرى، وتغيرات العرض من قبل كبار المنتجين، ما يجعل التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية أكثر صعوبة، ويضع المستثمرين أمام تحديات متزايدة في بناء استراتيجياتهم الاستثمارية.