صفقة هجومية تهز سوق الانتقالات في القادسية.
عرض ضخم ومفاوضات متقدمة .. صفقة هجومية تهز سوق الانتقالات في القادسية
كتب بواسطة: سماح الرائع |

يواصل نادي القادسية السعودي رسم ملامح مشروعه الرياضي الطموح، الذي بدأ يتبلور بقوة منذ صعوده إلى دوري روشن للمحترفين، فبعد موسم لافت نجح خلاله الفريق في إثبات نفسه بين الكبار، يتحرك النادي الآن لإبرام صفقات نوعية تعزز حظوظه في المنافسة بقوة خلال الموسم الجديد، ويبدو أن أحد أبرز هذه الصفقات بات على وشك الحسم، مع اقتراب النادي من التوقيع مع مهاجم إيطالي دولي بمقابل مالي هو الأضخم في تاريخه.

وفي تطور لافت، كشفت تقارير صحفية إيطالية عن تحرك جاد من إدارة القادسية للتعاقد مع المهاجم الإيطالي ماتيو ريتيغي، لاعب أتالانتا والمنتخب الإيطالي، الذي برز اسمه بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، وخصوصًا مع أداءه اللافت في الدوري الإيطالي ومشاركاته الدولية، ما جعله هدفًا لعدة أندية أوروبية، إلا أن العرض السعودي كان الأبرز والأكثر جذبًا.

وبحسب ما أوردته شبكة سكاي سبورت، فإن نادي القادسية عرض في البداية راتبًا سنويًا قدره 15 مليون يورو، قبل أن يقرر رفع القيمة إلى 20 مليون يورو سنويًا، في محاولة جادة لحسم الصفقة لصالحه، وهي خطوة تؤكد مدى الجدية في التعاقد مع اللاعب، الذي سيُعد أحد أغلى اللاعبين أجرًا في الدوري السعودي في حال تمت الصفقة رسميًا.

وتأتي هذه التحركات في ظل سعي القادسية لتعويض رحيل النجم الغابوني بير إيمريك أوباميانغ، الذي كان أحد أبرز عناصر الفريق في الموسم المنصرم، إذ يرى الجهاز الفني أن ريتيغي يمتلك خصائص فنية مشابهة، بل وقد يمنح الفريق أبعادًا هجومية إضافية بفضل قدرته على اللعب في أكثر من مركز داخل الثلث الهجومي.

وأكد الصحفي المتخصص في أخبار الانتقالات فابريزو رومانو أن القادسية تقدم بعرض رسمي إلى نادي أتالانتا بقيمة تصل إلى 65 مليون يورو، وهو عرض قوبل بترحيب من إدارة النادي الإيطالي، ما جعل الصفقة تدخل مراحلها النهائية، حيث لم يتبق سوى الاتفاق على بعض البنود التعاقدية وإنهاء الإجراءات الرسمية.

ويعد ماتيو ريتيغي أحد أبرز المهاجمين الإيطاليين الصاعدين في السنوات الأخيرة، إذ يمتلك سجلًا تهديفيًا جيدًا ومهارات فنية مميزة جعلته محط أنظار عدد من الأندية الكبرى في إيطاليا وخارجها، لكن العرض السعودي بدا مغريًا على الصعيدين المالي والرياضي، في ظل الطفرة التي يشهدها الدوري السعودي.

ويستهدف القادسية من خلال هذه الصفقة تدعيم خط الهجوم بعنصر أجنبي فاعل وقادر على صنع الفارق في المباريات الكبرى، خاصة أن الفريق يطمح إلى تجاوز مرحلة الاكتفاء بالبقاء إلى مرحلة المنافسة الفعلية على مراكز متقدمة في جدول الترتيب، وربما دخول سباق المنافسة على اللقب في المستقبل القريب.

ويُعد دخول القادسية بهذه القوة إلى سوق الانتقالات مؤشرًا على حجم الطموح لدى إدارة النادي، التي تسعى إلى البناء على النجاحات الأخيرة، وتحويل الفريق إلى قوة ضاربة قادرة على منافسة الفرق الكبرى التي رسخت أقدامها في الدوري منذ سنوات، مثل الهلال والنصر والاتحاد.

ومن المنتظر أن تكون صفقة ريتيغي، حال إتمامها، إحدى أبرز صفقات الميركاتو الصيفي الحالي في السعودية، لما تحمله من دلالات اقتصادية وفنية، إذ تعكس القدرة المالية الكبيرة للنادي، ورغبته في استقطاب نجوم على مستوى عالٍ من الكفاءة والخبرة الدولية.

وتسعى إدارة القادسية إلى دعم الجهاز الفني بأسماء تملك القدرة على حسم المواجهات وتحقيق الإضافة النوعية، لا سيما في خط الهجوم، الذي يعتبر من أهم مفاتيح النجاح في دوري يتميز بالقوة التنافسية العالية والسرعة الكبيرة في التحولات الهجومية.

وكان القادسية قد أبدى منذ نهاية الموسم الماضي نواياه الواضحة في الدخول بقوة إلى سوق الانتقالات، حيث بدأ برصد أبرز الأسماء المتاحة في أوروبا وأمريكا الجنوبية، مع تركيز خاص على المراكز التي تحتاج إلى تدعيم، وهو ما ظهر جليًا في مفاوضاته المتقدمة مع ريتيغي.

ويعد استقدام لاعب بحجم ريتيغي نقلة نوعية للفريق من الناحية الفنية والتسويقية، إذ ستسهم الصفقة في رفع القيمة السوقية للنادي، وتعزيز حضوره الإعلامي محليًا ودوليًا، فضلًا عن تحفيز الجماهير على الالتفاف حول الفريق مع انطلاق الموسم المقبل.

ومع تزايد المؤشرات على قرب إتمام الصفقة، تتجه الأنظار الآن إلى تفاصيل التقديم الرسمي، الذي قد يتم في غضون أيام، في حال انتهت المفاوضات كما هو متوقع، ما سيضع اللاعب تحت المجهر منذ اليوم الأول له في الدوري السعودي.

ومن المتوقع أن يخضع اللاعب للفحص الطبي خلال الأيام المقبلة في حال تم التوصل إلى اتفاق نهائي، ليتم بعدها توقيع العقود والإعلان الرسمي عن انضمامه إلى القادسية، وسط ترقب جماهيري واسع لما يمكن أن يقدمه النجم الإيطالي للفريق في مشواره المقبل.

وإذا تمت الصفقة رسميًا، فإن ريتيغي سينضم إلى قائمة النجوم الأوروبيين الذين اختاروا اللعب في السعودية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس المكانة الجديدة التي باتت تحظى بها الأندية السعودية، وقدرتها على جذب أسماء من طراز عالمي.

وما تزال إدارة القادسية تواصل عملها على عدة مسارات بالتوازي، حيث تسعى إلى إنهاء ملف التعاقدات الجديدة في وقت مبكر، من أجل منح الجهاز الفني فرصة إعداد الفريق بشكل جيد قبل انطلاق الموسم، في ظل طموحات مرتفعة وبيئة تنافسية لا تقبل التراخي.