كأس العالم 2026.
الطريق الأخير نحو الحلم العالمي .. قرعة ملحق آسيا تقرّب ستة منتخبات لكأس العالم 2026 في هذا الموعد
كتب بواسطة: حكيم خالد |

يترقب عشاق الكرة الآسيوية بفارغ الصبر موعد قرعة ملحق التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، والمقررة يوم الخميس 17 يوليو 2025، والتي ستجري فعالياتها في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث ستُحدد هذه القرعة المسارات النهائية للمنتخبات الستة التي ما زالت متمسكة بأمل التأهل إلى العرس الكروي العالمي.

وتُعد هذه القرعة بمثابة المحطة الأخيرة قبل الحسم، حيث تتطلع منتخبات السعودية، إندونيسيا، العراق، عُمان، قطر، والإمارات إلى استثمار هذه الفرصة الذهبية بعد فشلها في خطف بطاقات التأهل المباشرة خلال منافسات الدور الثالث من التصفيات، والذي اختُتم الشهر الماضي وشهد صعود ستة منتخبات آسيوية فقط إلى النهائيات.

وقد خاضت المنتخبات المتأهلة للملحق رحلة شاقة في الدور الثالث من التصفيات، الذي أُقيم بنظام المجموعات الثلاث المكونة من ستة منتخبات في كل مجموعة، وجاءت نتائج هذه المرحلة لتمنح الأمل للفرق التي أنهت المنافسات في المركزين الثالث والرابع، ما أتاح لها دخول الملحق الذي يُعد الفرصة الأخيرة قبل الانخراط في الملحق العالمي.

وسيشهد الملحق الآسيوي توزيع المنتخبات الستة إلى مجموعتين، بحيث تضم كل مجموعة ثلاثة منتخبات، وسيقام كل لقاء بنظام التجمع، لتُلعب مباريات كل مجموعة بنظام الدوري من مرحلة واحدة، وسيكون على كل منتخب تقديم أفضل ما لديه، حيث يتأهل فقط متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026.

وقد أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن مباريات كل مجموعة ستُقام في بلد مُضيف، وتم تأكيد اختيار كل من الاتحاد القطري لكرة القدم والاتحاد السعودي لكرة القدم لتنظيم هاتين المجموعتين، ما يضفي بعداً جماهيرياً ودعماً معنوياً كبيراً للمنتخبين المستضيفين اللذين يطمحان لتكرار مشاركتهما في النسخة الماضية.

وتبرز طموحات متباينة بين المنتخبات الستة، فبينما تسعى عُمان لبلوغ كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، تأمل منتخبات إندونيسيا، العراق، والإمارات في العودة إلى الواجهة العالمية للمرة الثانية، في حين تضع كل من قطر والسعودية نصب أعينهما هدف الحفاظ على مكانتهما في البطولة للمرة الثانية على التوالي.

وتتسم عملية توزيع المنتخبات على المجموعتين بحسابات دقيقة، إذ سيتم تصنيف المنتخبات إلى ثلاثة مستويات، بناءً على التصنيف الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم، الصادر في 13 حزيران/يونيو 2025، والمخصص لمراسم القرعة، حيث وُضعت قطر والسعودية في المستوى الأول لضمان عدم وقوعهما في مجموعة واحدة.

وجاء تصنيف المستويات على النحو التالي: في المستوى الأول قطر (التصنيف 53) والسعودية (58)، وفي المستوى الثاني العراق (59) والإمارات (66)، أما المستوى الثالث فقد ضم عُمان (79) وإندونيسيا (118)، وهو ما يعني أن توزيع المنتخبات سيتسم بالتوازن والندية، في ظل تقارب المستوى الفني بين بعضها وتفاوت الخبرات الدولية بين أخرى.

وستكون المواجهات المنتظرة في الملحق أشبه بمعارك كروية مصيرية، حيث لا مجال للخطأ، فالمنتخب الذي يتصدر مجموعته سيجد نفسه تلقائياً ضمن نخبة العالم في البطولة المقبلة، أما صاحبا المركز الثاني في المجموعتين فسيلتقيان في مواجهة فاصلة مزدوجة تمنح الفائز بطاقة العبور إلى الملحق العالمي.

ومن المُقرر أن تُقام المباراتان الفاصلتان بين صاحبي المركز الثاني يومي 13 و18 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، بنظام الذهاب والإياب، على أن يُحدد لاحقاً من سيستضيف كل من المباراتين من خلال قرعة خاصة ستجري بعد انتهاء قرعة دور المجموعات، في خطوة تهدف إلى تحقيق العدالة التنافسية بين المنتخبين.

ويُعد التأهل إلى الملحق العالمي بمثابة الفرصة الأخيرة التي ستمثل الأمل الوحيد للمنتخب الفائز، إذ سيتعين عليه خوض مواجهة أمام أحد منتخبات قارات أخرى من أجل الظفر بمقعد إضافي في كأس العالم، في نظام معروف بتعقيده وضغطه العالي نظراً لطبيعة اللقاءات التي تُقام عادة خارج الأرض وتحت ظروف متباينة.

ومع أن الطريق إلى البطولة العالمية يبدو معقداً، إلا أن الحافز الكبير المتمثل في بلوغ كأس العالم، وما يمثله ذلك من إنجاز وطني وشعبي، يجعل من مباريات الملحق محطة مثيرة تحمل في طياتها الكثير من الإثارة والتشويق والمفاجآت، خاصةً في ظل تقارب المستويات وتضييق الفوارق بين المدارس الكروية الآسيوية.

وقد شهدت النسخة الماضية من التصفيات الآسيوية تألق منتخبات عربية عدة، وها هي اليوم تعود في الملحق لتجدد حلمها، حيث ستحاول السعودية إثبات استقرار مستواها، وتسعى الإمارات لتعويض إخفاق التأهل المباشر، فيما يراهن العراق على تطوره الأخير، وتنتظر عُمان كتابة التاريخ، أما قطر فترغب في تأكيد مكانتها كممثل قاري بارز.

والقرعة المنتظرة يوم الخميس المقبل لن تكون فقط لحظة مصيرية للمنتخبات المشاركة، بل ستكون أيضاً محطة اهتمام إعلامي دولي كبير، حيث من المتوقع أن تُسلّط الأضواء على كل تفصيلة، بدءاً من نظام التوزيع وانتهاءً بمكان إقامة المباريات، خاصة في ظل الحساسية المحيطة باستضافة قطر والسعودية للملحق.

وتشير التوقعات إلى أن الجماهير ستلعب دوراً محورياً في توجيه دفة المباريات، خصوصاً أن التجمع بنظام المجموعة الواحدة يفتح المجال أمام الحضور الجماهيري الكثيف والدعم الميداني المباشر، ما قد يُحدث فارقاً في الأداء ويمنح الأفضلية لأصحاب الأرض الذين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.

ويأمل مسؤولو الاتحاد الآسيوي أن تسير منافسات الملحق بسلاسة وعدالة، بعيداً عن أية أزمات تحكيمية أو تنظيمية، لما في ذلك من أثر على صورة القارة قبل مشاركتها الموسعة في النسخة المقبلة من كأس العالم، والتي تشهد لأول مرة حضوراً قياسياً للقارة الآسيوية بثمانية مقاعد مباشرة ومقعد إضافي محتمل من خلال الملحق العالمي.

وستكون عيون الشارع الرياضي الآسيوي والعربي تحديداً شاخصة نحو كوالالمبور يوم الخميس، حيث تُفتح صفحة جديدة من التحدي والطموح، في انتظار أن يُحسم مصير بطاقتين حاسمتين ستحددان هوية من سيُكمل مشوار آسيا في كأس العالم، ومن سيكتفي بمشاهدة الحدث العالمي من بعيد.