طلاب السعودية
تعليم السعودية يدخل عصر الذكاء الاصطناعي بمنهج مطور
كتب بواسطة: محمد سميح |

أكّد الدكتور عبد الجبار الشهري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود أن البيئة التعليمية في المملكة العربية السعودية أصبحت مهيأة بالكامل لاستيعاب منهج الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذا التحول يمثل خطوة استراتيجية ضمن جهود تحديث المناهج التعليمية وربطها باحتياجات المستقبل.

وأوضح الشهري خلال مداخلة تلفزيونية على قناة "الإخبارية" أن جميع المنصات التعليمية تم تطويرها بما يتناسب مع متطلبات هذا المنهج الحديث، لافتًا إلى أن البنية التحتية الرقمية التي تم تأسيسها خلال السنوات الماضية تشكل قاعدة صلبة لانطلاق منهج الذكاء الاصطناعي وتفعيله على مستوى المدارس.

وأشار إلى أن كافة المدارس في المملكة مجهزة تقنيًا بالأدوات والمرافق اللازمة، بدءًا من المعامل الرقمية إلى السبورات الذكية وشبكات الإنترنت عالية السرعة، مؤكدًا أن هذه المنظومة المتكاملة تمثل الركيزة الأساسية لضمان نجاح إدماج الذكاء الاصطناعي في المسارات التعليمية الجديدة.

وأضاف أن الجهود التي بذلتها وزارة التعليم على مدى الأعوام السابقة أسهمت في رفع جاهزية الكوادر التعليمية للتعامل مع المناهج التقنية، مبينًا أن المعلمين باتوا يمتلكون من المهارات والمعرفة ما يؤهلهم لتدريس المفاهيم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بشكل سلس ومواكب للتطورات العالمية.

ولفت إلى أن الطلاب في المملكة يتمتعون بمستوى عالٍ من التفاعل مع الأدوات التقنية، وهو ما يُسهّل عملية إدخال مفاهيم الذكاء الاصطناعي إلى الفصول الدراسية، حيث باتت الأجيال الجديدة أكثر استعدادًا للتعامل مع البرمجيات والبيانات، ما يُتيح تعليمًا أكثر كفاءة وفاعلية.

وبيّن الشهري أن اعتماد هذا المنهج يعكس إدراك الجهات التعليمية في المملكة لأهمية تمكين الطلاب من أدوات العصر الرقمي، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا بل ضرورة، ويتعين على الأنظمة التعليمية أن تواكب هذه الثورة المعرفية وتُعد أبناءها للمشاركة فيها بفعالية.

وأوضح أن المنهج الجديد لن يكون مجرد مادة نظرية بل سيُفعّل من خلال التطبيقات العملية والمشاريع التفاعلية، لافتًا إلى أن المحتوى سيركز على تنمية مهارات التحليل والتفكير المنطقي والتعامل مع البيانات، وهي مهارات أساسية للنجاح في سوق العمل المستقبلية.

وأشار إلى أن التكامل بين التعليم التقليدي والتعليم الرقمي أصبح ضرورة في العصر الحديث، مبينًا أن الذكاء الاصطناعي سيُعيد تعريف أساليب التعليم وأساليب التقييم، بما يعزز من قدرة الطالب على التعلم الذاتي وتطوير المهارات الشخصية والمهنية في وقت واحد.

وذكر أن المملكة قطعت شوطًا كبيرًا في التحول الرقمي داخل التعليم، ما يجعل إدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج مسألة وقت فقط، مؤكدًا أن الخطوات التنظيمية والتنفيذية تمضي بوتيرة متسارعة، وبدعم كامل من القيادة التي تضع التعليم في قلب رؤية 2030.

وأكد الشهري أن المدارس السعودية لن تواجه أي قصور في تطبيق هذا المنهج، بل إن البيئة التعليمية بمختلف عناصرها جاهزة لاستقبال هذا التحول، سواء من حيث الأجهزة أو البرامج أو الكفاءات البشرية، وهو ما يعزز من فرص النجاح ويُمهّد الطريق لمخرجات تعليمية أكثر جودة.

ونوّه إلى أن إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم العام يُعد استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الأجيال، حيث يُتيح للطالب فرصة فهم التقنيات التي ستُشكل ملامح الاقتصاد العالمي، كما يُعزز من ثقته في قدرته على الإبداع والابتكار والمنافسة في الأسواق الحديثة.

وبيّن أن هذا المنهج لن يكون منعزلًا عن بقية المناهج، بل سيتم دمجه مع مجالات متعددة كالرياضيات والعلوم والبرمجة والروبوتات، في إطار منهجي شمولي يُسهم في بناء شخصية معرفية متكاملة تمتلك أدوات التحليل والفهم والقدرة على اتخاذ القرار.

وأشار إلى أن التفاعل المجتمعي مع إدخال هذا المنهج سيكون إيجابيًا في الغالب، نظرًا للوعي المتزايد لدى أولياء الأمور بأهمية التقنية في حياة أبنائهم، ورغبتهم في أن يكونوا جزءًا من الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، خاصة في ظل تسارع وتيرة التطور في الذكاء الاصطناعي.

وختم الدكتور عبد الجبار الشهري حديثه بالتأكيد على أن المملكة تخطو بثبات نحو المستقبل، وأن التعليم القائم على التقنية هو حجر الأساس في بناء اقتصاد المعرفة، مشددًا على أن الجيل القادم سيكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات الرقمية بفضل هذه الخطوات الاستباقية في المناهج التعليمية.