أسعار النفط
أسعار النفط ترتفع بعد تصريحات أمريكية تثير مخاوف السوق
كتب بواسطة: احمد باشا |

سجّلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الجمعة، متأثرة بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشار إلى قرب إعلانه قرارات متعلقة بروسيا، ما أثار مخاوف من احتمال فرض عقوبات جديدة على موسكو، إحدى أبرز الدول المنتجة للنفط عالميًا.

وأدت هذه التصريحات إلى حالة من الترقب في الأسواق العالمية، حيث اعتبر المستثمرون أن أي إجراءات جديدة قد تقيّد صادرات الطاقة الروسية، وهو ما من شأنه التأثير على المعروض النفطي العالمي ورفع الأسعار بشكل مباشر.

ورغم هذه المؤشرات التصاعدية، إلا أن المكاسب كانت محدودة نسبيًا بسبب استمرار حالة القلق في الأسواق من تصاعد التوترات التجارية عالميًا، وارتفاع مستويات إنتاج منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" وحلفائها، الأمر الذي كبَح وتيرة الصعود.

وبحسب البيانات الصادرة صباح اليوم، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 19 سنتًا، أي ما يعادل 0.28%، ليصل سعر البرميل إلى 68.83 دولارًا بحلول الساعة 04:08 بتوقيت غرينتش، وفق ما نقلته "العربية".

كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 24 سنتًا، أي بنسبة 0.36%، ليتم تداولها عند مستوى 66.81 دولارًا للبرميل، وسط حالة من التذبذب النسبي التي تسيطر على تعاملات نهاية الأسبوع.

وعلى مدار الأسبوع الجاري، حقق خام برنت ارتفاعًا إجماليًا قدره 0.8%، مدفوعًا بعوامل جيوسياسية وتوقعات بتراجع الإمدادات، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعًا طفيفًا بلغت نسبته 0.2% منذ بداية الأسبوع.

وتعكس هذه التحركات المحدودة حذر المستثمرين في اتخاذ قرارات شراء واسعة، في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن مسار السياسة الأمريكية تجاه روسيا، والتقلبات المستمرة في العلاقات التجارية الدولية.

وتعد روسيا أحد أكبر موردي النفط والغاز الطبيعي في العالم، وأي عقوبات جديدة قد تؤدي إلى خفض الصادرات أو تعقيد المعاملات المالية المتعلقة بها، ما يؤثر على التوازن الدقيق بين العرض والطلب في السوق العالمية.

في المقابل، يواصل تحالف أوبك+، الذي يضم أعضاء أوبك وعددًا من كبار المنتجين خارجها، رفع معدلات الإنتاج تدريجيًا ضمن خطط مدروسة لاستعادة حصص السوق التي فقدوها خلال فترات خفض الإنتاج في السنوات الماضية.

وتثير هذه الزيادة في الإمدادات قلقًا لدى بعض المتابعين خشية أن تؤدي إلى تخمة في المعروض، خاصة إذا تراجعت وتيرة الطلب العالمي بسبب الضغوط التضخمية وتباطؤ النمو الاقتصادي في بعض المناطق الرئيسية.

ويرى مراقبون أن السوق النفطية تمر بمرحلة دقيقة تتجاذبها قوى متعددة، بين التهديدات السياسية والتحركات الإنتاجية والتطورات الاقتصادية، ما يجعل أسعار الخام عرضة لتغيرات سريعة وغير متوقعة خلال الفترات المقبلة.

وتُعد تصريحات ترامب الأخيرة حول روسيا أحد أبرز المحركات الآنية للسوق، حيث أن أي توجيه مباشر بفرض عقوبات جديدة قد يؤدي إلى موجة صعود سريعة للأسعار، خاصة إذا شملت الإجراءات البُنى التحتية لقطاع الطاقة الروسي.

ومن جانب آخر، لا تزال الأسواق تتابع عن كثب تطورات العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين، والتي قد تؤثر على الطلب العالمي للطاقة، ما يُضفي مزيدًا من الضبابية على توقعات الأسعار.

وتجدر الإشارة إلى أن التقارير الشهرية الصادرة عن الوكالات الدولية، مثل وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك، ما زالت تُرجّح توازنًا هشًا في السوق، وسط توقعات بأن تستمر الأسعار ضمن نطاقات ضيقة لحين اتضاح الاتجاهات الكبرى.

ورغم حالة الترقب والضبابية، يظل النفط أحد الأصول الاستثمارية التي تستقطب الاهتمام، نظرًا لدوره الحيوي في الاقتصاد العالمي، وتداخله المباشر مع قضايا السياسة والاقتصاد والطاقة والتجارة، ما يضمن له البقاء في صدارة الأسواق.