نادي الهلال السعودي.
عقوبة مالية تلوح في الأفق .. الهلال يدرس الاعتذار عن كأس السوبر وسط استعدادات ومعسكرات خارجية
كتب بواسطة: هلال الحداد |

في تطور مفاجئ يعكس حالة من الترقب داخل الوسط الرياضي السعودي، كشفت مصادر مطلعة أن نادي الهلال يدرس بشكل جدي خيار الاعتذار عن المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي المقرر إقامتها هذا الشهر في الصين، وهو القرار الذي قد تترتب عليه عواقب مالية كبيرة وفقًا للوائح المنظمة للبطولة.

واللائحة الرسمية للبطولة تنص بوضوح على فرض غرامة مالية تصل إلى 500 ألف ريال سعودي في حال امتناع أحد الأندية المتأهلة عن المشاركة دون مبررات مقبولة، ما يضع الهلال أمام موقف حساس يحتاج إلى دراسة شاملة لكافة الأبعاد القانونية والرياضية قبل اتخاذ أي قرار نهائي.

ويأتي هذا التوجه في ظل جدول مزدحم للنادي العاصمي، حيث يستعد الفريق للانطلاق في معسكر خارجي ضمن تحضيراته للموسم الجديد الذي يحمل معه طموحات محلية وآسيوية، ما يجعل إدارة النادي تضع أولوية قصوى لجاهزية الفريق واستقراره الفني.

وإدارة الهلال، التي لم تصدر بيانًا رسميًا حتى الآن، تبحث هذا الملف مع الطاقم الفني والإداري لضمان عدم الإخلال بخطة الإعداد الموضوعة للموسم المقبل، خاصة في ظل المشاركة في دوري المحترفين، وكأس الملك، ودوري أبطال آسيا، بالإضافة إلى احتمالية خوض بطولات إقليمية أخرى.

وكانت مشاركة الهلال في السوبر قد أكدت في وقت سابق بعد تتويجه بأحد المراكز المتقدمة في الموسم الماضي، إلا أن المتغيرات التي طرأت على أجندة الفريق، خصوصًا ما يتعلق بالمعسكرات والإعداد البدني، فرضت واقعًا جديدًا يستدعي إعادة تقييم الأولويات.

ووسط هذا الجدل، أنجز الهلال ثالث صفقاته الصيفية الكبرى بإعلانه الرسمي عن التعاقد مع النجم الفرنسي ثيو هيرنانديز قادمًا من نادي ميلان الإيطالي، في صفقة حظيت باهتمام واسع من الإعلام المحلي والدولي، لما يحمله اللاعب من إمكانيات فنية وخبرة أوروبية.

والصفقة التي أتمها الهلال بعد مفاوضات استمرت أسابيع، تعكس جدية النادي في تعزيز صفوفه استعدادًا لخوض موسم طويل وشاق، خاصة أن ثيو يعتبر أحد أبرز اللاعبين في مركز الظهير الأيسر على الساحة الأوروبية في المواسم الأخيرة.

ويرى متابعون أن التحركات القوية للهلال في سوق الانتقالات تعكس استراتيجية فنية واضحة تهدف إلى حصد الألقاب في الموسم المقبل، ما يجعل التفرغ الكامل للإعداد خيارًا مفضلًا لدى الجهاز الفني بقيادة مدربه البرتغالي خورخي جيسوس.

ومع تصاعد الأنباء حول احتمال الانسحاب من كأس السوبر، تترقب الجماهير الهلالية القرار النهائي لإدارة النادي، وسط انقسام في الرأي بين من يرى أهمية المشاركة كجزء من مكانة الفريق، ومن يفضل التركيز على الاستحقاقات الكبرى الأكثر تأثيرًا على مشوار الموسم.

ومن جانبه، يواصل الاتحاد السعودي لكرة القدم التحضيرات النهائية لإقامة كأس السوبر بنظامه الجديد خارج المملكة، وهي المرة الثانية التي تقام فيها البطولة على أراضٍ أجنبية، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تعزيز الحضور الدولي للمسابقات السعودية.

ويرى بعض المحللين أن توقيت إقامة البطولة في منتصف يوليو يمثل ضغطًا بدنيًا إضافيًا على الفرق، خاصة تلك التي تعيش مرحلة الإعداد، وهو ما قد يفسر تحفظ بعض الأندية حول الجدوى الفنية من المشاركة في مثل هذا التوقيت.

والهلال، المعروف بتاريخه العريق في السوبر، شارك في عدة نسخ سابقة من البطولة، وحقق اللقب أكثر من مرة، ما يزيد من أهمية مشاركته بالنسبة للبطولة ولجماهيره العريضة في السعودية وخارجها، ويجعل غيابه المحتمل حدثًا غير عادي.

وفي حال اتخاذ قرار نهائي بالانسحاب، سيكون الهلال ملزمًا بدفع نصف مليون ريال، وهو مبلغ كبير لكنه لا يشكل عبئًا ماليًا صعبًا على إدارة النادي، إلا أن التأثير الأكبر سيكون على صورة الفريق وموقعه بين الأندية المنافسة.

ومن المرجح أن تتضح ملامح القرار النهائي خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل ضغط الوقت واقتراب موعد البطولة، إلى جانب استعدادات الفرق الأخرى المشاركة التي تتابع ما يجري باهتمام بالغ، لما له من انعكاسات على جدول المباريات.

وتسود حالة من الترقب في الوسط الرياضي السعودي، حيث ينتظر الجميع موقف الهلال الرسمي من هذه البطولة التي تُعد بمثابة انطلاقة مبكرة للموسم الكروي، وتمهد لأجواء المنافسة قبل بدء المسابقات الكبرى.

وفي سياق متصل، أكد مقربون من النادي أن القرار النهائي سيأخذ في الحسبان مصلحة الفريق العامة، وأن الإدارة لن تتخذ خطوة كهذه دون دراسة متأنية لجميع الاحتمالات، سواء على الصعيد الفني أو التسويقي أو الجماهيري.

ويُذكر أن الهلال هو أحد أكثر الأندية السعودية تتويجًا بالألقاب، ويمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة، ما يجعل أي قرار يتخذه محط اهتمام الشارع الرياضي بأكمله، خصوصًا إذا كان القرار يتعلق بعدم المشاركة في بطولة بهذا الحجم.

وبينما يترقب المشجعون القرار الحاسم، تبقى كل الاحتمالات واردة، سواء بتأكيد المشاركة أو الاعتذار الرسمي، لكن الأكيد أن الأيام القليلة المقبلة ستحمل حسمًا لهذا الملف، وتضع حدًا لحالة الجدل التي أحاطت به في الأيام الماضية.