تحرّك ناري من النصر وميلان.
تحرّك ناري من النصر وميلان ... صفقة تبادلية مرتقبة تُشعل الميركاتو
كتب بواسطة: فهد احمد |

في تطوّر جديد قد يُحدث ضجة كروية في سوق الانتقالات، كشفت مصادر صحفية موثوقة عن اقتراب نادي النصر السعودي من الدخول في صفقة تبادلية كبرى مع نادي إي سي ميلان الإيطالي، في خطوة تُعدّ من أبرز تحركات "العالمي" خلال الميركاتو الصيفي الحالي، وتؤكّد رغبة الإدارة في إعادة تشكيل الفريق بصورة أكثر قوة وطموحًا.

ويأتي هذا التحرك في وقت يسعى فيه نادي النصر لتعزيز صفوفه بمجموعة من التعاقدات النوعية، على الصعيدين الهجومي والدفاعي، استعدادًا للموسم الجديد الذي يأمل فيه الفريق في المنافسة على جميع البطولات، خاصة في ظل الحديث عن اقتراب تعيين المدرب البرتغالي خورخي خيسوس رسميًا على رأس الجهاز الفني للفريق.

وبحسب ما أعلنه الصحفي الإيطالي رودي جاليتي، المعروف بمصداقيته في أخبار الانتقالات الأوروبية، فإن نادي النصر وضع النجم الأمريكي كريستيان بوليسيتش، جناح نادي ميلان، على قائمة اهتماماته هذا الصيف، معتبرًا إياه هدفًا مثاليًا لدعم الجبهة الهجومية وإضفاء الحيوية والسرعة على خط المقدمة.

وبوليسيتش، الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، قدّم موسمًا مميزًا مع ميلان في الدوري الإيطالي، حيث سجّل 11 هدفًا وصنع 9 تمريرات حاسمة في 34 مباراة، مما جعله محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية والخليجية التي تسعى للاستفادة من قدراته في صناعة الفارق، سواء كمهاجم ثانٍ أو جناح هجومي متحرك.

وبحسب ذات التقرير، فإن النصر لا يكتفي برغبة التعاقد مع بوليسيتش فحسب، بل يفكر جديًا في تسهيل الصفقة من خلال إدخال الإسباني إيمريك لابورت في محادثات التبادل، إذ ترى الإدارة أن هذه الخطوة قد تُقنع ميلان بالجلوس على طاولة المفاوضات، خاصة مع تراجع دور لابورت في تشكيلة الفريق مؤخرًا.

ولابورت، الذي انضم إلى النصر قادمًا من مانشستر سيتي، لم يقدّم الإضافة المرجوة في خط الدفاع، وقد تعرّض لانتقادات جماهيرية متكررة بسبب تراجع مستواه، مما جعله من الأسماء المرشحة للخروج هذا الصيف، في ظل بحث الفريق عن مدافع أجنبي آخر أكثر جاهزية وانسجامًا مع نمط اللعب في الدوري السعودي.

وتشير مصادر قريبة من النادي إلى أن النصر يرغب في إنهاء ارتباطه مع لابورت بشكل ودي عبر مخالصة مالية، تمهيدًا لتسجيل مدافع جديد في قائمته، وقد تكون هذه المخالصة جزءًا من التفاوض مع ميلان إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن بوليسيتش.

ومن جانب آخر، فإن بوليسيتش لا يمانع خوض تجربة جديدة في دوري روشن السعودي، خاصة مع تصاعد وتيرة المنافسة في البطولة المحلية، ووجود عدد كبير من النجوم العالميين، ما يضيف طابعًا احترافيًا وجاذبية خاصة للدوري في السنوات الأخيرة.

ولا يُعد اهتمام النصر ببوليسيتش مفاجئًا، إذ أن النادي يبحث منذ فترة عن جناح هجومي قادر على اللعب على الأطراف وإحداث الفارق، لا سيما بعد أن فشلت بعض الأسماء الحالية في تحقيق الإضافة المرجوة، ما جعل الإدارة تفكر بجدية في ضم اسم قادر على رفع نسق الأداء الهجومي.

ويبدو أن ميلان من جهته قد يكون منفتحًا على العرض، خاصة مع وجود عدد من اللاعبين في مركز بوليسيتش، ما يجعله عرضة للمنافسة الشديدة على المركز الأساسي، وقد يُفضّل الانتقال إلى نادٍ يمنحه دقائق لعب أكثر، إلى جانب المردود المالي المغري الذي تقدمه الأندية الخليجية.

ومن ناحية مالية، فإن التوازن الذي يطمح إليه النصر بين جودة اللاعبين والأعباء المالية يفرض عليه الاستغناء عن بعض الأسماء الثقيلة، ويأتي لابورت في مقدّمة تلك الأسماء، مما يفسّر إدخاله ضمن الصفقة المحتملة بهدف تقليل التكلفة الإجمالية للتعاقد مع بوليسيتش.

ورغم عدم صدور بيان رسمي من إدارة النصر أو ميلان حتى اللحظة، إلا أن وتيرة التسريبات الإعلامية المتسارعة توحي بأن الصفقة قيد الدراسة المتقدمة، وقد يتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، ما إن يتم الاتفاق على التفاصيل النهائية.

وإذا ما تمت الصفقة، فإنها ستكون واحدة من أبرز الصفقات التبادلية التي تجمع بين نادٍ سعودي وآخر أوروبي رفيع المستوى، ما يعكس الحضور المتزايد للدوري السعودي على الساحة العالمية، ويؤكد جاذبيته المتصاعدة لدى اللاعبين المحترفين من مختلف القارات.

ومن الجدير بالذكر أن النصر يُعد من أكثر الأندية تحرّكًا في السوق الصيفي الجاري، إذ يعمل على تدعيم صفوفه بعناصر جديدة لضمان بداية قوية للموسم، سواء على الصعيد المحلي أو القاري، في ظل تطلّعات الإدارة للعودة إلى منصات التتويج.

ويُشار إلى أن بوليسيتش يتمتّع بخبرة واسعة في الملاعب الأوروبية، إذ سبق له اللعب في صفوف بوروسيا دورتموند الألماني وتشيلسي الإنجليزي قبل انتقاله إلى ميلان، ويُعد من أبرز لاعبي منتخب الولايات المتحدة الأمريكية.

أما لابورت، فقد سبق له تمثيل منتخبي فرنسا وإسبانيا، ولعب لسنوات في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن مستواه تراجع مؤخرًا، ولم يظهر بنفس الحدة الدفاعية التي عُرف بها خلال فترته الذهبية مع مانشستر سيتي.

والمتابعون لسوق الانتقالات يترقّبون الإعلان الرسمي عن الصفقة، وسط تكهنات بإمكانية فتح الباب أمام صفقات تبادلية أخرى بين أندية سعودية وأوروبية خلال الأسابيع المقبلة، بما يعزز من ديناميكية السوق ويرفع من مستوى التنافس الفني.