في مشهد يعكس عمق العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فخامة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لدى وصوله إلى مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة الرياض، وذلك للمشاركة في فعاليات منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي.
وجاءت هذه الزيارة ضمن برنامج حافل يجمع كبار المسؤولين من البلدين وقادة القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، في حدث يُعَد منصة استراتيجية لاستكشاف آفاق التعاون المستقبلي، وتوسيع الشراكات في مجالات اقتصادية متعددة تشمل الطاقة، والتقنية، والصناعة، والبنية التحتية.
فور وصوله، رافق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرئيس ترامب في جولة تفقدية داخل المعرض المصاحب للمنتدى، حيث اطلع الزعيمان على أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تعرضها المملكة ضمن رؤيتها الوطنية الطموحة "رؤية 2030"، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق الاستدامة.
ومن أبرز المحطات في الجولة، عرض مجسمات ملاعب كأس العالم 2034، والتي تعمل المملكة على تجهيزها لتكون ضمن البنية التحتية العالمية التي تؤهلها لاستضافة واحدة من أكبر البطولات الكروية على مستوى العالم، وأبدى الرئيس الأميركي اهتماماً لافتاً بتفاصيل هذه المنشآت الرياضية الحديثة، التي تُعد جزءاً من ملف السعودية لاستضافة المونديال، وتعكس المستوى الهندسي والتقني المتقدم الذي تعتمده المملكة في مشاريعها الكبرى.
كما شهدت الجولة عرضاً فنياً وتفصيلياً قدّمه المهندس أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية، حيث استعرض أبرز إنجازات الشركة خلال السنوات الماضية، وخططها المستقبلية للتوسع في مجالات الطاقة المتجددة، والتكرير، والبتروكيماويات، إضافة إلى برامجها في مجالات التحول الرقمي والابتكار الصناعي.
وأشاد الرئيس ترامب خلال العرض بالقدرات الاستثمارية لأرامكو، والدور الحيوي الذي تلعبه في استقرار أسواق الطاقة العالمية، مؤكداً أهمية التعاون بين الجانبين لتعزيز أمن الطاقة وتوسيع مجالات الاستكشاف والتطوير.
تعكس هذه الفعالية وما تخللها من لقاءات رفيعة المستوى، التوجه السعودي الواضح نحو تعزيز شراكاتها الدولية، لا سيما مع الولايات المتحدة التي تُعد أحد أهم الحلفاء الاستراتيجيين للمملكة، ويؤكد حضور الرئيس الأميركي شخصياً لهذا المنتدى أهمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، التي تشهد نمواً متسارعاً يتجسد في مشاريع واستثمارات تجاوزت قيمتها مئات المليارات من الدولارات خلال السنوات الأخيرة.
كما تسلط الجولة في المعرض الضوء على أن الاستثمار في البنية التحتية الرياضية بات جزءاً من المنظور الاقتصادي الأوسع لرؤية 2030، إذ لا يقتصر على القطاع الرياضي فقط، بل يمتد ليكون محفزاً لقطاعات السياحة، والنقل، والخدمات، مما يخلق فرصاً اقتصادية متكاملة.
يُعتبر منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي منصة عالمية لتعزيز العلاقات بين كبرى الشركات العالمية ونظرائها السعوديين، ويهدف إلى تعزيز بيئة الأعمال، وتحقيق التكامل بين الرؤى الاقتصادية، وجذب الاستثمارات النوعية التي تدعم الاقتصاد غير النفطي في المملكة.
وقد ركّز المنتدى في نسخته الحالية على ملفات متعددة من ضمنها: التحول الرقمي، الأمن الغذائي، الطاقة المتجددة، البنية التحتية، والتمويل المستدام، في حين شكلت زيارة الرئيس ترامب دفعة سياسية قوية تعزز مكانة المنتدى إقليمياً ودولياً.
يمثل هذا اللقاء بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب دليلاً على عمق العلاقة التي تتجاوز الطابع الرسمي إلى بناء تحالف استراتيجي واسع النطاق، وتؤكد المشاريع والمبادرات المشتركة، خاصة في ملف استضافة كأس العالم 2034، أن المملكة تمضي بثقة نحو تحقيق طموحاتها الكبرى، معززة بثقة شركائها الدوليين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.