الأمير محمد بن سلمان
محمد بن سلمان وأمير قطر يناقشان تعزيز العلاقات والشراكة الخليجية
كتب بواسطة: هلال الحداد |

في إطار تعزيز أواصر العلاقات الأخوية والتعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اليوم في العاصمة الرياض، أخاه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في لقاء جسّد عمق العلاقات التاريخية والمتينة التي تربط البلدين الشقيقين، وحرص قيادتيهما على الدفع بها إلى آفاق أرحب من التعاون والتكامل في مختلف المجالات.

وقد تركزت المباحثات خلال اللقاء على استعراض شامل للعلاقات الثنائية، حيث تم التأكيد على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين المملكة وقطر بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق تطلعات شعبي البلدين، كما ناقش الجانبان سبل تطوير التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والاستثمار، إلى جانب تعزيز التبادل في الجوانب الثقافية والعلمية والتقنية، بما يواكب ما يشهده البلدان من تطورات ونهضة تنموية شاملة مدفوعة برؤى طموحة ترتكز على أسس الشراكة الإقليمية الفاعلة.

وشدد الجانبان خلال اللقاء على أهمية استثمار الفرص المتاحة لزيادة التعاون في القطاعات الإستراتيجية، لا سيما في ضوء الإمكانات التي تزخر بها الدولتان، والقدرة على إحداث تكامل اقتصادي تنموي يُسهم في دعم استقرار المنطقة، ويدفع عجلة التنمية المستدامة، كما تم التأكيد على الدور المهم الذي تلعبه كل من المملكة وقطر في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وضرورة تعزيز العمل الخليجي المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار والنمو لدول المجلس وشعوبها.

كما تناول اللقاء المستجدات الإقليمية والدولية، حيث بحث سمو ولي العهد وأمير دولة قطر التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية، وسبل التعامل الفاعل معها من خلال تبني مواقف موحدة تحفظ الأمن الإقليمي، وتُسهم في تهدئة التوترات وتحقيق الاستقرار، وشملت المناقشات تطورات الأوضاع في عدد من الدول العربية، خاصة القضايا المرتبطة بالأمن الإقليمي، والأزمات الإنسانية، والتحديات السياسية والاقتصادية، حيث تم تبادل وجهات النظر حيالها، والتشديد على أهمية الحلول الدبلوماسية والحوار البناء كسبيل لتجاوز الأزمات وضمان استدامة الأمن والتنمية.

وعبّر الجانبان عن ارتياحهما لمسار العلاقات الثنائية، وما تشهده من تنسيق متزايد في الملفات الإقليمية والدولية، مؤكدين أن وحدة الموقف والتعاون الوثيق بين البلدين يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، ومواجهة التحديات العالمية، لاسيما تلك المرتبطة بالطاقة والأمن الغذائي والتغير المناخي، وأكد الطرفان دعمهما للمبادرات التنموية والإنسانية التي تضع الإنسان في صميم السياسات الوطنية والإقليمية، وتعزز من مبادئ العدالة والتكافل والتضامن.

وحضر اللقاء من الجانب السعودي، صاحب السمو الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، الذي يُعد أحد الوجوه البارزة في قيادة ملفات التعاون الدفاعي والعسكري وتنسيق السياسات الأمنية، ما يعكس أهمية الشق الأمني في العلاقات بين الرياض والدوحة، والحرص المشترك على بناء منظومة أمنية موحدة تراعي المتغيرات الإقليمية والتحديات العالمية.

ومن الجانب القطري، حضر اللقاء معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الذي يُعد من أبرز الشخصيات الدبلوماسية في المنطقة، وله دور محوري في تعزيز العلاقات الخارجية لدولة قطر، والتنسيق المشترك مع الدول الحليفة والشقيقة في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهو ما يعكس الحرص القطري على الدفع باتجاه تعزيز العلاقات مع المملكة على المستويات السياسية والدبلوماسية.

ويُعد هذا اللقاء بين سمو ولي العهد وأمير قطر امتدادًا لسلسلة اللقاءات والمشاورات المستمرة بين القيادتين، في إطار الرغبة الصادقة في بناء علاقات تقوم على الثقة المتبادلة، والمصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، كما يعكس مكانة المملكة ودورها الريادي في المنطقة، وقدرتها على بناء تحالفات استراتيجية فاعلة تُسهم في تحقيق استقرار المنطقة وازدهار شعوبها.

وتأتي هذه الزيارة في سياق العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط البلدين، والتزامهما المستمر بتعزيز روابط الأخوة، والتعاون الثنائي في مختلف المجالات، فضلاً عن العمل المشترك في خدمة القضايا العربية والإسلامية، ودعم الأمن والسلم الدوليين.