التعليم السعودي يفعل اليوم الدراسي الكامل خلال اختبارات 19 ذي الحجة
التعليم السعودي يفعل اليوم الدراسي الكامل خلال اختبارات 19 ذي الحجة
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

في قرار يعكس توجهات وزارة التعليم نحو تنظيم العملية التعليمية بصورة متكاملة حتى خلال فترات الاختبارات، أعلنت إدارات التعليم في مختلف مناطق المملكة أن يوم 19 من شهر ذي الحجة المقبل سيشهد تفعيل "اليوم الدراسي الكامل" تزامنًا مع فترة الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث، ويأتي هذا التوجيه ضمن خطة تهدف إلى تعظيم الاستفادة من الزمن المدرسي وتحقيق أعلى درجات الانضباط داخل المؤسسات التعليمية.

القرار الذي أُبلغت به المدارس الحكومية والأهلية على حد سواء، ينص على استمرار اليوم الدراسي بكافة مراحله المعتادة حتى خلال أيام الاختبارات، بحيث لا تقتصر الحصة اليومية على أداء الامتحان فقط، بل تتضمن أيضًا حضورًا كاملًا للطلاب، وبرامج تربوية وتعليمية إثرائية تنفذ بعد الانتهاء من فترة الاختبار، وقد طُلب من المدارس الالتزام بالخطة الزمنية المعتمدة وعدم التهاون في تنفيذها.

ويُتوقع أن يسهم هذا التوجه في تعزيز ثقافة الجدية والانضباط لدى الطلاب، إضافة إلى دعم العملية التعليمية من خلال تخصيص وقتٍ لمراجعة الدروس السابقة، وتقديم الدعم الأكاديمي للطلاب الذين يحتاجون إلى تقوية في بعض المواد، كما أُتيحت الفرصة للمرشدين الطلابيين والمعلمين لتنفيذ برامج توجيهية وتربوية تركز على الاستعداد النفسي والذهني للاختبارات، بما يضمن خفض مستويات القلق لدى الطلبة ورفع جاهزيتهم.

العديد من المعلمين رحبوا بالقرار، معتبرين أنه يعزز من قيمة الالتزام ويرفع من كفاءة استثمار الزمن المدرسي، لا سيما في المراحل الدراسية المتوسطة والثانوية، حيث يتطلب الطلاب دعمًا إضافيًا في الفترات الانتقالية بين المقررات، كما أشاروا إلى أن بقاء الطلاب في المدرسة بعد أداء الاختبارات يوفر فرصة سانحة لتعزيز المفاهيم الصعبة ومراجعة الأخطاء الشائعة التي تظهر خلال التصحيح الفوري.

وفي السياق نفسه، أكدت مصادر تعليمية أن الخطة الزمنية التي ستُطبق خلال يوم 19 ذي الحجة وما يليه من أيام الاختبارات، تضمن جدولة مرنة توازن بين أداء الاختبار والأنشطة التعليمية والتربوية الأخرى، وقد تم توجيه المدارس إلى توثيق حضور الطلاب طوال اليوم الدراسي، مع توفير تقارير دورية تتابع مدى الالتزام بالتنفيذ، وتقييم أثر هذه الخطوة على تحصيل الطلاب ومؤشرات الانضباط المدرسي.

من جانبها، شددت وزارة التعليم على ضرورة التنسيق بين الإدارات المدرسية وأولياء الأمور لضمان تفهم المجتمع التعليمي للقرار، وبيّنت أن تفعيل اليوم الدراسي الكامل لا يعني إرهاق الطالب، بل يهدف إلى تعزيز بيئة تعليمية محفزة وآمنة تساهم في تحقيق نواتج تعلم أفضل، كما دعت الوزارة إلى تفعيل قنوات التواصل المستمر بين المدرسة والأسرة خلال هذه المرحلة الحساسة من العام الدراسي.

وفيما أبدى بعض أولياء الأمور تساؤلات حول جدوى إبقاء الطلاب في المدرسة لساعات طويلة خلال الاختبارات، ردت إدارات التعليم بأن الهدف من التمديد ليس مجرد إشغال الوقت، بل الاستفادة القصوى منه في تقويم الفاقد التعليمي، ومعالجة الفروق الفردية، ومواصلة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، خصوصًا في المرحلة التي تسبق صدور النتائج النهائية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من التحديثات التي أقرتها وزارة التعليم خلال العام الدراسي الحالي، والتي تستهدف تطوير البيئة المدرسية وتحقيق الانضباط المدرسي كأحد مؤشرات الأداء الأساسية، ويؤكد خبراء التربية أن تعزيز ثقافة الالتزام بالدوام حتى في أيام الاختبارات يرسّخ لدى الطلاب مفاهيم الانضباط الذاتي والمسؤولية، ويمثل تدريبًا عمليًا على مهارات إدارة الوقت وتحقيق الأهداف تحت الضغط.