في ظل الحديث المتزايد في الأوساط الرياضية السعودية حول مستقبل مدرب الأهلي، ماتياش يايسله، وتكهنات انتقاله المحتمل إلى أندية منافسة، كسر رئيس النادي الأهلي الصمت وأدلى بتصريحات رسمية حسمت الكثير من الجدل المثار، وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، مع اقتراب نهاية الموسم الكروي وبدء الأندية في رسم خارطة استعداداتها للموسم المقبل، حيث لا تقتصر الأنظار على اللاعبين فحسب، بل تمتد لتشمل الطواقم الفنية التي تقود هذه الفرق.
الرئيس الأهلاوي، وفي مقابلة إعلامية مطولة، أكد أن يايسله مستمر مع الفريق، نافياً بشكل قاطع وجود أي مفاوضات رسمية أو حتى تلميحات داخلية بشأن رحيله إلى نادي النصر أو مشروع نادي نيوم الوليد، واعتبر رئيس النادي أن هذه الأحاديث لا تعدو كونها اجتهادات إعلامية غير مبنية على أي أساس حقيقي، مشيراً إلى أن العلاقة بين المدرب والإدارة تقوم على الثقة المتبادلة والاستقرار الفني الذي بدأ يؤتي ثماره.
وأضاف رئيس الأهلي أن يايسله، منذ توليه قيادة الفريق، قدم عملاً مميزاً على مستوى الأداء والانضباط داخل المجموعة، وهو ما يدفع الإدارة إلى التمسك به كخيار أول للموسم المقبل، كما أكد أن أي حديث عن رحيله في هذا التوقيت هو أمر غير وارد، خصوصاً أن الفريق يمر بمرحلة إعادة بناء فنية تتطلب الاستقرار في الجهاز الفني، مشيرًا إلى أن أي تغيير الآن قد يكون مخاطرة غير مضمونة النتائج.
وكانت أنباء قد ترددت خلال الأسابيع الماضية عن اهتمام نادي النصر بالتعاقد مع مدرب الأهلي، في ظل تقارير تتحدث عن احتمالية تغييرات فنية داخل أروقة النادي العاصمي، كما تم تداول اسم يايسله ضمن خيارات إدارة مشروع نادي نيوم، الذي يستعد للدخول بقوة في دوري روشن للمحترفين الموسم المقبل، مستندًا إلى دعم مالي وفني كبير وخطط طويلة الأجل لبناء نادٍ نموذجي يمثل المدينة المستقبلية.
لكن رئيس الأهلي شدد على أن النادي لم يتلقَّ أي عروض رسمية، سواء من النصر أو من إدارة نيوم، وأن أي مفاوضات مستقبلية – في حال حدوثها – ستكون وفق الأطر الرسمية وتحترم العلاقة التعاقدية بين النادي والمدرب، وأشار إلى أن يايسله مرتبط بعقد يمتد لموسم آخر، ويتضمن شروطًا جزائية تحمي مصالح الطرفين، وهو ما يقطع الطريق أمام أي مفاوضات جانبية.
وأكدت مصادر داخل النادي أن يايسله نفسه أبدى ارتياحه للبقاء مع الأهلي، وأنه يعمل على إعداد خطة تطوير شاملة للفريق خلال فترة التوقف الصيفية، تشمل معسكرًا خارجيًا وتدعيمات فنية في مراكز محددة، كما عبّر المدرب، في أكثر من مناسبة، عن رضاه عن بيئة العمل داخل النادي ودعم الإدارة له، مما يعزز من فرص استمراره في مشروع الأهلي الفني خلال المواسم المقبلة.
في المقابل، يرى بعض المراقبين أن الاهتمام بيايسله من أندية كبيرة ليس مفاجئًا، خصوصاً بعد الأداء اللافت الذي قدمه الأهلي في عدد من المباريات الحاسمة هذا الموسم، وطريقته المميزة في قراءة الخصوم وتوظيف لاعبيه، إلا أن نفس المراقبين أكدوا أن قرار رحيل المدرب – إن حصل – لن يكون سهلًا أو سريعًا، نظرًا لوجود التزامات تعاقدية صارمة ومشروع طويل الأمد داخل الأهلي، يسعى النادي من خلاله للعودة إلى المنافسة على البطولات.
وتبقى الأيام المقبلة كفيلة بالكشف عن مدى جدية تلك الأنباء التي تربط يايسله بالنصر أو نيوم، وإن كانت تصريحات رئيس الأهلي قد بدت حاسمة في نفيها، إلا أن الواقع في كرة القدم السعودية لطالما شهد مفاجآت وتغيرات غير متوقعة في اللحظات الأخيرة، وبينما تنتظر جماهير الأهلي تأكيدات عملية ببقاء المدرب، تبقى إدارة النادي مطالبة بالحفاظ على حالة الاستقرار الفني والإداري، لمواصلة مسيرة بناء الفريق والعودة إلى منصة البطولات.