أثار اقتراب المهاجم الكولومبي جون دوران من الرحيل عن نادي النصر السعودي موجة واسعة من التفاعل في وسائل الإعلام الإنجليزية، بعد أن لم تمضِ سوى ستة أشهر فقط على انضمامه إلى الفريق في صفقة وصفت حينها بأنها من الأضخم في ميركاتو الشتاء.
وكان نادي النصر قد أعلن تعاقده مع جون دوران خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، قادمًا من أستون فيلا الإنجليزي، مقابل مبلغ ضخم قُدر بنحو 70 مليون جنيه إسترليني، في صفقة لفتت أنظار المتابعين داخل وخارج المملكة.
وبحسب ما تم تداوله خلال الساعات الأخيرة، فإن اللاعب بات على أعتاب الانتقال إلى الدوري التركي، وتحديدًا إلى صفوف نادي فنربخشة، حيث من المتوقع أن يعمل مجددًا تحت قيادة المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، الذي تولى مؤخرًا قيادة الفريق التركي.
ردود الفعل في الصحف البريطانية لم تتأخر، حيث عبّرت صحيفة "ذا صن" عن دهشتها من قرار اللاعب الرحيل بهذه السرعة، خاصة بالنظر إلى المبلغ المالي الكبير الذي دفعه النصر للحصول على خدماته، في واحدة من أبرز صفقات الشتاء الماضي في المنطقة.
الصحيفة الإنجليزية أشارت إلى أن الانتقال الوشيك يُعد مفاجئًا لكثير من المحللين، الذين كانوا يتوقعون أن يصبح دوران أحد الأعمدة الهجومية الأساسية في النصر لعدة مواسم قادمة، خصوصًا مع عمره الصغير ومستواه الفني الذي كان ملفتًا مع أستون فيلا.
وكان دوران قد انضم إلى النصر وسط توقعات كبيرة من الجماهير والإعلام المحلي، لكن التجربة لم تستمر طويلًا كما خُطط لها، رغم مساهمته في 12 هدفًا خلال مشاركته في 18 مباراة فقط، وهو ما يُعد معدلًا جيدًا نسبياً لمهاجم في بداية رحلته بدوري جديد.
وبينما لم يُعلن النصر رسميًا عن انتقال اللاعب حتى الآن، تؤكد تقارير قادمة من تركيا وإنجلترا أن المفاوضات باتت في مراحلها النهائية، وأن الاتفاق بين الأطراف الثلاثة -الناديين واللاعب- بات مسألة وقت لا أكثر.
ويُتوقع أن ينتقل دوران إلى فنربخشة بنظام الإعارة مع خيار الشراء، أو بصفقة بيع نهائي إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن القيمة المالية، وهو ما سيحدد مستقبل اللاعب خلال الموسم المقبل بشكل حاسم.
الجماهير النصراوية منقسمة حيال هذا الرحيل السريع، فبينما يرى البعض أن اللاعب لم ينسجم كليًا مع طريقة لعب الفريق، يرى آخرون أنه لم يأخذ الفرصة الكافية لإثبات نفسه، خصوصًا في ظل المنافسة القوية في خط الهجوم.
من جهة أخرى، فإن انضمامه إلى فنربخشة للعمل تحت قيادة مورينيو قد يفتح له صفحة جديدة، إذ يُعرف المدرب البرتغالي بقدرته على تطوير اللاعبين الشباب واستخراج أفضل ما لديهم في بيئات تنافسية عالية المستوى.
الانتقال المحتمل يعكس أيضًا مدى التغير في استراتيجيات الأندية السعودية، التي أصبحت تدير ملف المحترفين الأجانب بطريقة أقرب إلى نمط السوق الأوروبي، بحيث لا يُشكل بقاء اللاعب هدفًا بحد ذاته إذا لم تتوافق الرؤية الفنية مع النتائج.
وفي ظل الأرقام التي حققها دوران في تجربته القصيرة مع النصر، يتضح أنه قدم أداءً لا بأس به من الناحية الهجومية، إلا أن الجهاز الفني بقيادة لويس كاسترو يبدو أنه يبحث عن نمط مختلف من اللاعبين في مركز الهجوم، يناسب التحولات التكتيكية المرتقبة.
كما أن ضغوط البطولات القارية والمحلية على النصر قد تدفع الإدارة إلى اتخاذ قرارات سريعة لتعزيز خطوط الفريق بعناصر أكثر جاهزية أو انسجامًا مع أسلوب المدرب، في ظل المنافسة الحامية على جميع الأصعدة.
دوران من جانبه لم يُعلّق رسميًا على مستقبله، لكنه ألمح في تصريحات سابقة إلى رغبته في خوض تحديات جديدة في بيئات مختلفة، مما قد يُفسّر رغبته في خوض تجربة أوروبية جديدة بعد محطة قصيرة في الدوري السعودي.
ومع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، تُعد هذه الصفقة إن تمت، واحدة من أبرز التحركات المبكرة التي قد تفتح باب انتقالات أخرى مشابهة للاعبين عالميين انتقلوا إلى الدوري السعودي ثم قرروا العودة إلى أوروبا لأسباب مختلفة.