أصدر المركز الوطني للأرصاد، اليوم الثلاثاء، تقريرًا تنبيهيًا جديدًا يتعلق بالأحوال الجوية في مناطق من الساحل الغربي للمملكة، حيث حذّر من نشاط رياح سطحية شديدة السرعة تصل إلى ما بين 40 و49 كيلومترًا في الساعة، تؤثر بشكل مباشر على محافظتي جدة ورابغ، ما يترتب عليه تدنٍ ملحوظ في مدى الرؤية الأفقية، خاصة في المناطق المكشوفة وعلى الطرق السريعة.

وأوضح المركز أن تأثيرات هذه الرياح النشطة قد يصاحبها تصاعد للأتربة والغبار، ما قد يؤدي إلى صعوبات في القيادة، ويشكل تحديًا أمام مرتادي الطرق وسكان المناطق الساحلية، مشيرًا إلى أن الحالة ستستمر – بمشيئة الله – حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم، وفقًا للتحديثات الآنية لحالة الطقس.

وتأتي هذه التنبيهات ضمن منظومة متكاملة من المتابعة والرصد المستمر التي يقوم بها المركز، استنادًا إلى تحليل النماذج العددية والبيانات المناخية، والتي تشير إلى وجود اضطرابات جوية مؤقتة تؤثر على سواحل البحر الأحمر نتيجة لنشاط المرتفع الجوي شبه المداري، وتباين درجات الحرارة بين اليابسة والبحر، مما ينتج عنه حركة رياح نشطة قد تصل أحيانًا إلى عاصفة خفيفة في بعض المواقع.

ودعا المركز الوطني للأرصاد جميع المواطنين والمقيمين في محافظتي جدة ورابغ، إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء هذه الظروف الجوية، والابتعاد عن الأماكن المكشوفة، خصوصًا في فترات الذروة، كما شدد على أهمية متابعة التحديثات الجوية أولاً بأول عبر منصاته الرسمية، وعدم الالتفات إلى الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة.

وفي السياق ذاته، نصحت الهيئة العامة للمرور قائدي المركبات بتوخي الحذر وتقليل السرعة عند القيادة في الأجواء المغبرة، مع الحفاظ على مسافة أمان كافية بين المركبات، وتشغيل الإضاءة المناسبة، وفتح النوافذ الداخلية لتفادي تشوش الرؤية في حال تدنيها إلى مستويات منخفضة.

كما أهاب الدفاع المدني بالمواطنين إلى الالتزام بتعليمات السلامة، وتفادي الأنشطة الخارجية غير الضرورية، وخصوصًا رحلات البحر والأنشطة الترفيهية التي تعتمد على الاستقرار الجوي، مثل صيد السمك أو التخييم على السواحل.

وتُعد هذه الحالة من الحالات الانتقالية التي تتكرر خلال شهري مايو ويونيو، حيث تتسم الأجواء في المناطق الساحلية الغربية بعدم الاستقرار المؤقت، متأثرة بمقدمات الكتل الهوائية الحارة القادمة من مناطق شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي، إلى جانب تأثر السطح البحري باختلاف درجات الحرارة، وهو ما يعزز من تكوّن رياح نشطة تتفاوت في شدتها.

وأشار خبراء الأرصاد إلى أن هذا النمط المناخي مؤقت، ولا يشير إلى دخول موجة غبارية شاملة، بل إلى نشاط محلي محدود يستدعي التنبيه واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة، خاصة في ظل ارتفاع فرص تكرار مثل هذه الحالات خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع عبور منخفضات حرارية موسمية.

وتؤكد الجهات المختصة أن التنسيق مستمر بين المركز الوطني للأرصاد والجهات الأمنية والخدمية في المناطق المتأثرة، لضمان استمرارية الخدمات وسلامة السكان، فيما يتم إعداد تقارير دورية وتحديثات متتالية لضمان إبلاغ الجهات ذات العلاقة بأية تطورات آنية في حالة الطقس.

وتُهيب السلطات بجميع المواطنين بتفعيل التنبيهات الجوية على هواتفهم، ومتابعة الرسائل الرسمية التي تصدرها الجهات المختصة، لا سيما في مثل هذه الحالات التي تشهد تغيرات متسارعة في الأحوال الجوية، مع التحذير من المبالغة في نقل المعلومات أو تضخيمها دون الاستناد إلى مصادر رسمية معتمدة.