في إطار الاستعدادات المتكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن، كثّفت أمانة منطقة المدينة المنورة أعمالها الرقابية والميدانية والبيئية مع بداية موسم الحج لهذا العام 1446هـ، وذلك ضمن خطة شاملة تهدف إلى تعزيز السلامة العامة، وضمان راحة الحجاج، ورفع جودة الخدمات المقدمة في المدينة المنورة، بوصفها إحدى محطات الحجيج الرئيسة قبل توجههم إلى المشاعر المقدسة.
وتأتي هذه الجهود امتدادًا للدور الحيوي الذي تضطلع به الأمانة في تهيئة بيئة صحية وآمنة للحجاج، ضمن منظومة متكاملة من الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، تحت مظلة "برنامج خدمة ضيوف الرحمن"، أحد برامج رؤية المملكة 2030.
وبحسب ما أعلنته الأمانة، فقد نفّذت فرقها الميدانية 21,946 جولة رقابية على المنشآت التجارية والغذائية ومنافذ البيع المختلفة، خلال الفترة التحضيرية لموسم الحج، شملت الأسواق، والمطاعم، والمخابز، ومحال بيع المواد الغذائية، والمنشآت الصحية.
وأسفرت هذه الجولات عن رصد 8,754 مخالفة تمثلت في تجاوزات تتعلق بسلامة الأغذية، وسوء النظافة، وعدم الالتزام بالاشتراطات الصحية والبلدية، وتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين لضمان حماية الصحة العامة، ورفع معدلات الامتثال للأنظمة واللوائح.
وفي السياق ذاته، نفّذت الأمانة برنامجًا موسّعًا للتوعية والتثقيف الصحي استهدف العاملين في المنشآت التجارية، حيث تم تدريب 2,677 فردًا على معايير الصحة العامة، وممارسات النظافة، وآليات التعامل مع الأغذية، في خطوة تهدف إلى رفع الوعي وتفعيل الشراكة المجتمعية لضمان بيئة تجارية آمنة.
على الصعيد البيئي، سخّرت أمانة المدينة المنورة جهودًا مكثفة للإصحاح البيئي، من خلال تخصيص 165 كادرًا بشريًا مؤهلًا، و136 معدة وآلية تعمل على مدار الساعة ضمن خطة تشغيلية مرنة تستجيب للبلاغات الميدانية الفورية، وتغطي المواقع ذات الكثافة العالية والمرافق الحيوية.
وتضمنت الأعمال البيئية رصد ومعالجة بؤر الحشرات الطائرة والزاحفة والقوارض، وتكثيف حملات رش المبيدات باستخدام مواد آمنة وصديقة للبيئة، تراعي صحة الإنسان وتواكب المعايير البيئية العالمية.
كما شملت المهام تطهير الأسواق العامة، والحدائق، والمنتزهات، ومناطق التجمعات، مع تعزيز الرقابة على خزانات المياه، ودورات المياه العامة، ومواقع التحميل والتنزيل، والمسالخ، والنقاط الحرجة التي تشهد كثافة موسمية خلال موسم الحج.
ولتسريع الاستجابة، فعّلت أمانة المدينة نظام البلاغات الميدانية الفورية عبر قنواتها الرقمية والتقنية، لضمان التعامل مع الشكاوى والملاحظات في أسرع وقت، إلى جانب استخدام التقنيات الذكية والطائرات بدون طيار لمراقبة الأنشطة البيئية والميدانية، ما يسهم في رفع كفاءة الأداء وفعالية التدخل.
كما تم تعزيز نقاط التفتيش البيئي في المداخل الرئيسية للمدينة، لضمان دخول المواد الغذائية السليمة، وفحص الناقلات التجارية، والتأكد من التزامها بالمعايير الصحية، ضمن خطة رقابة متكاملة تُنفّذ بالتعاون مع الجهات الأمنية والرقابية ذات العلاقة.
وتعكس هذه الجهود حجم التكامل بين أمانة منطقة المدينة المنورة والجهات الحكومية المعنية بخدمة الحجاج، مثل وزارة الصحة، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، والهيئة العامة للغذاء والدواء، وهيئة تطوير المدينة المنورة، بهدف تقديم أفضل الخدمات للزوار، وضمان جاهزية البنية التحتية، والمرافق، والمرافق التجارية.
وتؤكد الأمانة في هذا السياق استمرارها في تحديث خططها الميدانية بشكل يومي، بناءً على البلاغات الواردة، وتغيرات الكثافة البشرية في الأحياء المركزية، ومواقع سكن الحجاج، ومسارات الحافلات، بما يضمن مرونة التعامل مع المتغيرات الميدانية الفعلية.