واصل ريال مدريد سباقه المحموم على لقب الدوري الإسباني بعد انتصار دراماتيكي انتزعه من أنياب التعادل في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع، متغلباً على ضيفه ريال مايوركا بنتيجة 2-1 في مواجهة الجولة السادسة والثلاثين من الليغا الإسبانية، في ليلة كادت أن تشهد مفاجأة كبرى على ملعب سانتياغو برنابيو.
حيث بدأت المباراة بإيقاع سريع من جانب النادي الملكي الذي فرض سيطرة مطلقة على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى، محاولاً الوصول مبكراً إلى شباك الضيوف، وكاد إندريك أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الثالثة بعد انفراد صريح بالحارس لكن الأخير أحبط المحاولة ببراعة، تبعها مبابي بتسديدة قوية اصطدمت بأقدام المدافعين قبل أن يُلغيها الحكم بداعي التسلل، ليأتي الرد الصادم من الضيوف عندما باغت مارتين فالجنت الجميع بتسديدة أسكنها الشباك في الدقيقة 11، مانحاً مايوركا تقدماً مفاجئاً وسط ذهول جماهير البرنابيو.
وتواصلت محاولات النادي الملكي طوال الشوط الأول دون جدوى، وارتفعت وتيرة الضغط مع انطلاق الشوط الثاني، لكن الدفاع المنظم لمايوركا وتألق حارسه أفشلا كل المحاولات، بينما أهدر إندريك فرصة ثمينة للتعادل في الدقيقة 56 عندما وصلته الكرة أمام المرمى لكن تدخل أحد المدافعين حال دون إيداعها الشباك، وبدا واضحاً معاناة الريال من الغيابات المؤثرة في خط الهجوم، مما انعكس سلباً على فاعلية الفريق الهجومية وقدرته على اختراق الكتلة الدفاعية المحكمة للضيوف.
وانتظرت جماهير الملكي حتى الدقيقة 68 لتشهد اللمحة السحرية التي صنعها مبابي، عندما تلاعب بدفاعات مايوركا قبل أن يطلق تسديدة متقنة استقرت في الزاوية البعيدة معلنة هدف التعادل وسط احتفالات جنونية من الجماهير، ومنذ تلك اللحظة، تحول الضغط الملكي إلى حصار خانق بحثاً عن هدف الفوز، بينما تألق حارس مايوركا في التصدي لمحاولات خطيرة من مودريتش وفالفيردي ومبابي، ليبدو أن المباراة تتجه نحو التعادل الذي يعني خسارة نقطتين ثمينتين في سباق الصدارة المشتعل.
لكن الإثارة لم تنته، فمع الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع، برز المدافع جاكوبو رامون كبطل غير متوقع، عندما اندفع من الخلف ليحول عرضية متقنة داخل الشباك، مسجلاً هدف الانتصار القاتل الذي أشعل مدرجات البرنابيو وأبقى على آمال الريال حية في المنافسة على اللقب، بينما سقط لاعبو مايوركا أرضاً في لحظة حزينة بعد أداء بطولي كاد أن يمنحهم نقطة ثمينة أمام أحد عمالقة الكرة الإسبانية.
وبهذا الفوز الثمين، يواصل ريال مدريد مطاردته الحثيثة للمتصدر برشلونة، ويؤكد قدرته الاستثنائية على انتزاع الانتصارات حتى في أحلك الظروف، بينما عاد ريال مايوركا بخفي حنين رغم الأداء المشرف الذي قدمه، ليبقى سباق الليغا مفتوحاً على كل الاحتمالات حتى الجولة الأخيرة من المسابقة.
