منفذ جديدة عرعر
منفذ جديدة عرعر يفتح أبوابه لاستقبال الحجاج العراقيين بخدمات متكاملة
كتب بواسطة: احمد باشا |

أكمل منفذ جديدة عرعر الحدودي بمنطقة الحدود الشمالية كافة استعداداته وجاهزيته لاستقبال وفود الحجاج القادمين برًّا من جمهورية العراق الشقيقة، في إطار الجهود الشاملة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن منذ لحظة دخولهم أراضيها حتى أداء مناسك الحج بكل يسر وأمان، وتأتي هذه الاستعدادات ضمن منظومة متكاملة تعمل تحت توجيه مباشر ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الحدود الشمالية، الذي يولي موسم الحج اهتمامًا بالغًا لضمان تقديم أرقى مستويات الخدمة والضيافة للحجاج القادمين عبر هذا المنفذ الحيوي.

وقد شهد المنفذ خلال الفترة الماضية عمليات تطوير وتحديث شاملة شملت البنية التحتية والمرافق التشغيلية بما يتناسب مع حجم حركة الحجاج المتوقعة عبره، حيث تم تأهيل كافة القطاعات الحكومية المشاركة في استقبال الحجاج، سواءً كانت أمنية أو صحية أو جمركية أو تطوعية، وتم تجهيزها بأحدث الوسائل والتقنيات لضمان انسيابية الإجراءات دون تأخير أو ازدحام، وبما يتماشى مع التطلعات السامية لقيادة المملكة في رعاية ضيوف الرحمن وتيسير رحلتهم الإيمانية.

وتعمل فرق العمل في المنفذ وفق خطة تشغيلية محكمة، وضعت بالتنسيق بين مختلف الجهات ذات العلاقة، تُعنى بتسهيل دخول الحجاج العراقيين وتقديم الدعم اللازم لهم خلال مرورهم بالمنفذ، حيث تم تعزيز كوادر الجوازات والجمارك لتسريع عمليات الدخول، كما تم تخصيص فرق طبية مجهزة بالكامل لتقديم الخدمات العلاجية والوقائية، وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من الحالة الصحية العامة للحجاج، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تحرص المملكة على تطبيقها بدقة في جميع منافذها الحدودية.

وفي السياق نفسه، تم تفعيل دور الفرق التطوعية التي تقدم خدمات مساندة متنوعة، تشمل الترجمة والمساعدة في إرشاد الحجاج وتوزيع المواد التوعوية والنشرات الصحية، إلى جانب توزيع عبوات المياه والوجبات الخفيفة والهدايا الترحيبية التي تعكس كرم الضيافة السعودي وتعزز من تجربة الحجاج منذ لحظة وصولهم، وقد تم تدريب المتطوعين والمتطوعات المشاركين في هذه المبادرات على التعامل الإنساني الرفيع مع ضيوف الرحمن، بما يليق بمكانة المملكة الدينية والإنسانية.

وتُعد جمهورية العراق من الدول التي يفد منها عدد كبير من الحجاج عبر الطرق البرية، حيث يُعد منفذ جديدة عرعر البوابة البرية الأهم التي تربط العراق بالمملكة، وقد شهد المنفذ على مدار الأعوام الماضية تطورًا نوعيًا في مستوى الخدمات والتنسيق الأمني والصحي والإداري، ما جعل منه نموذجًا يُحتذى به في مجال إدارة المنافذ الحدودية في مواسم الحج.

ويبرز في هذه الجهود التنسيق العالي بين مختلف الجهات العاملة في المنفذ، وفي مقدمتها إمارة منطقة الحدود الشمالية، وجوازات المنطقة، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، ووزارة الصحة، والهلال الأحمر السعودي، والجهات الأمنية ذات العلاقة، فضلًا عن الفرق الميدانية التابعة لوزارة الحج والعمرة التي تتولى متابعة سير إجراءات التفويج وتقديم الإرشادات اللازمة للحجاج لضمان انتقالهم بسلاسة نحو المشاعر المقدسة.

كما أولت الجهات المختصة في المنفذ اهتمامًا خاصًا بتوفير البيئة الصحية والآمنة من خلال تجهيز نقاط فحص طبية متقدمة للتعامل مع أي حالة صحية طارئة، إضافة إلى توفير صالات انتظار مكيفة ومزودة بكافة وسائل الراحة، إلى جانب خدمات لوجستية تشمل أماكن مخصصة للصلاة، ومرافق خدمية تلبي احتياجات الحجاج طوال فترة تواجدهم في المنفذ.

وتسعى المملكة من خلال هذه الاستعدادات إلى تجسيد رسالتها العالمية في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن، وتأكيد التزامها الثابت برفع جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، بما يعكس صورة مشرقة عن الجهود العظيمة التي تُبذل في كل موسم حج، ويُبرز القدرات التنظيمية والإدارية التي تتمتع بها المملكة في إدارة حشود بشرية كبيرة بكفاءة واقتدار.

وفي هذا الإطار، ثمّن العديد من المسؤولين العراقيين والوفود المرافقة للحجاج الجهود التي تبذلها المملكة في استقبال الحجاج وتسهيل مرورهم عبر المنفذ، مؤكدين أن الخدمات المقدمة تعكس مدى الحرص السعودي على توفير كل سبل الراحة والكرامة لضيوف الرحمن، ما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، ويُعزز من روابط التعاون في مختلف المجالات، لاسيما في المجالين الديني والخدمي.

وفي ختام هذه الاستعدادات، أكدت الجهات العاملة في المنفذ عزمها على مواصلة العمل بوتيرة عالية طوال فترة عبور الحجاج، مع الاستعداد الكامل للتعامل مع أية طوارئ محتملة، والتعامل الإنساني الراقي مع الجميع، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة ويعكس الصورة الحضارية للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين.