يحل نادي الهلال السعودي ضيفًا ثقيلاً على نظيره الفتح، مساء الجمعة، في مواجهة مرتقبة ضمن منافسات الجولة القادمة من دوري روشن السعودي، في لقاء يُنتظر أن يكون حافلًا بالإثارة والتحدي، لما يحمله من أبعاد فنية وتكتيكية، وأثر كبير على سباق النقاط في جدول الترتيب، خصوصًا في ظل الطموحات المتباينة للفريقين، فالهلال يسعى لتعزيز صدارته، بينما يتطلع الفتح لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية تعزز موقفه في جدول الترتيب.
الهلال، بقيادة مدربه البرتغالي خورخي جيسوس، يدخل المباراة بمعنويات مرتفعة، بعد سلسلة من النتائج الإيجابية محليًا وقاريًا، جعلته في صدارة الدوري بفارق مريح عن أقرب منافسيه، الفريق العاصمي يملك تشكيلة زاخرة بالنجوم المحليين والدوليين، يتقدمهم البرازيلي نيمار – الغائب بسبب الإصابة – وسالم الدوسري، إضافة إلى المالي كاليدو كوليبالي وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، ما يجعل الفريق مرشحًا قويًا للعودة من الأحساء بكامل النقاط، حتى مع التناوب المحتمل في التشكيلة تحضيرًا للاستحقاقات القادمة.
ورغم أن الهلال يتفوق على الفتح تاريخيًا في معظم المواجهات، فإن الفريق الأحسائي لطالما كان خصمًا مزعجًا للكبار على أرضه، ويعتمد الفتح، بقيادة مدربه الكرواتي سلافن بيليتش، على التكتل الدفاعي والانضباط التكتيكي، مع المرتدات السريعة بقيادة مراد باتنا وفراس البريكان، حيث يسعى لاستغلال أي ثغرة في دفاع الهلال وتحويلها إلى هدف يخالف التوقعات، وفي مباريات من هذا النوع، تكون التفاصيل الصغيرة هي الفاصلة.
وتأتي أهمية اللقاء بالنسبة للهلال من رغبته في الحفاظ على نسق الانتصارات وعدم فقدان الزخم قبل المراحل الحاسمة من الموسم، خصوصًا مع اقتراب منافسات كأس الملك ودوري أبطال آسيا، ما يتطلب جاهزية بدنية وذهنية عالية من اللاعبين، وتدويرًا مدروسًا من المدرب جيسوس، ويتوقع أن يواصل الاعتماد على العمود الفقري للفريق مع بعض التغييرات الطفيفة، بهدف إراحة العناصر الأساسية دون التفريط في النقاط.
أما الفتح، فالمباراة تمثل فرصة مهمة لإثبات جدارته بين فرق الوسط في الدوري، وتحقيق نتيجة تعيد له شيئًا من التوازن بعد تراجع نسبي في الأداء في الجولات الأخيرة. وسيحاول الفريق استثمار الأجواء الجماهيرية على ملعبه، وتقديم أداء قتالي على أمل اقتناص نقطة أو مفاجأة كبيرة تقلب الحسابات، وستكون المسؤولية مضاعفة على دفاع الفتح الذي يواجه أحد أقوى خطوط الهجوم في الدوري.
من الناحية التكتيكية، يُتوقع أن يشهد اللقاء صراعًا في وسط الميدان، حيث يمتاز الهلال بالقدرة على السيطرة والاستحواذ، فيما قد يلجأ الفتح إلى إغلاق المساحات والاعتماد على الهجمات المرتدة، وهو ما يتطلب انضباطًا عاليًا وتركيزًا شديدًا من لاعبيه طيلة دقائق اللقاء، كما ستكون الأخطاء الفردية عاملاً حاسمًا، وقد تُترجم بسرعة إلى أهداف في ظل وجود لاعبين من طراز عالمي قادرين على استغلال أنصاف الفرص.
وفي مثل هذه المباريات، تلعب الروح المعنوية دورًا لا يقل أهمية عن التحضير البدني، خصوصًا أن الفتح يدرك جيدًا أن أي تهاون أمام فريق بحجم الهلال سيكلفه كثيرًا، وبالمقابل، فإن الهلال يعرف أن أي فقدان للنقاط في هذه المرحلة قد يُعيد حسابات المنافسة، ويفتح الباب أمام ملاحقيه، ما يزيد من جدية الاستعداد والتركيز الذهني قبل اللقاء.
الجماهير تُنتظر بكثافة في مدرجات ملعب الأمير عبدالله بن جلوي، سواء من عشاق الفتح أو أنصار الهلال الذين اعتادوا مرافقة فريقهم في مختلف المناطق، ومن المتوقع أن يكون الحضور الجماهيري عنصرًا مؤثرًا في رفع حدة المباراة وإضفاء أجواء حماسية قد تنعكس على أداء اللاعبين داخل أرضية الميدان، خصوصًا أن الهلال يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة على امتداد المملكة.
وبين رغبة الهلال في حسم المباراة مبكرًا، وطموح الفتح في الخروج بنتيجة إيجابية، يتوقع أن تكون المباراة مثيرة منذ دقائقها الأولى، ويدرك الطرفان أن اللقاء لن يكون سهلًا، وسيُحسم لصالح الفريق الأكثر انضباطًا وذكاء في استثمار الفرص، وعلى الجماهير أن تترقب 90 دقيقة مليئة بالتحديات، قد تترك بصمة في مشوار الفريقين هذا الموسم.