أبشر تطلق المكتب الافتراضي لتقديم الخدمات عبر الاتصال المرئي
أبشر تطلق المكتب الافتراضي لتقديم الخدمات عبر الاتصال المرئي
كتب بواسطة: محمد الخوري |

في خطوة جديدة تعكس توجه المملكة العربية السعودية نحو التحول الرقمي الشامل، أعلنت منصة "أبشر" عن إطلاق خدمة "المكتب الافتراضي" التي تتيح للمستفيدين تنفيذ عدد من الخدمات الحكومية عبر الاتصال المرئي، دون الحاجة إلى الحضور الشخصي، وتُعد هذه الخدمة امتدادًا للمساعي المتواصلة لتسهيل الإجراءات الحكومية وتوفير الوقت والجهد على المواطنين والمقيمين، في إطار رؤية المملكة 2030 التي تضع رقمنة الخدمات في صلب أولوياتها.

الخدمة الجديدة تعتمد على تمكين المستفيد من الدخول إلى جلسة اتصال مرئي مباشرة مع أحد موظفي منصة "أبشر"، حيث يمكنه طرح استفساراته وتنفيذ بعض الإجراءات بشكل فوري، كما لو أنه في زيارة فعلية إلى أحد المكاتب الحكومية، وتم تصميم "المكتب الافتراضي" ليكون حلاً عمليًا وفعالًا للتغلب على مشكلات الازدحام والمواعيد الطويلة، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الخصوصية والموثوقية.

وقد حظيت هذه المبادرة بترحيب واسع من قبل المستخدمين، خاصة من يعيشون في مناطق بعيدة أو خارج المملكة، حيث توفر لهم بديلاً ذكيًا وسهلًا للتواصل مع الجهات المعنية، دون الحاجة إلى السفر أو الانتقال، كما يرى العديد من المتخصصين أن هذه الخطوة تمثل تحولًا نوعيًا في ثقافة تقديم الخدمات، بحيث تركز على "الوجود الرقمي" بدلاً من "التواجد الجغرافي"، مما يواكب توجهات الحكومة في التحول إلى نماذج إدارية أكثر كفاءة ومرونة.

"المكتب الافتراضي" لا يقتصر فقط على تقديم الاستشارات، بل يشمل أيضًا تنفيذ خدمات معينة بعد التحقق من هوية المستفيد إلكترونيًا عبر المنصة، مما يجعل من الاتصال المرئي وسيلة موثوقة لا تقل فعالية عن الحضور الفعلي، ويعكس ذلك تطورًا مهمًا في البنية التحتية الرقمية في المملكة، خاصة بعد التوسع الكبير الذي شهدته منصة "أبشر" في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تضم أكثر من 350 خدمة إلكترونية تغطي شتى القطاعات الأمنية والمدنية.

وتأتي هذه الخطوة كإضافة نوعية للجهود السابقة التي بذلتها وزارة الداخلية عبر "أبشر"، حيث اعتُبرت المنصة منذ انطلاقها نموذجًا رائدًا في تسهيل الإجراءات الحكومية، وربط مختلف الجهات المعنية بمستخدم واحد عبر بوابة رقمية موحدة، وقد ساهمت هذه الرؤية التكاملية في رفع معدلات رضا المستفيدين، وتقليل التكاليف التشغيلية، والحد من التكدس في المراكز الحكومية.

من جهة أخرى، فإن نجاح "المكتب الافتراضي" يتطلب وعيًا مجتمعيًا بأهمية التعامل مع الخدمات الرقمية، واستيعابًا بأن المستقبل يميل إلى تقليص التعامل الورقي والزيارات الميدانية لصالح منصات ذكية، ولهذا، تولي الجهات المعنية اهتمامًا كبيرًا بالتوعية، من خلال تقديم أدلة إرشادية وفيديوهات تعليمية على الموقع الرسمي لـ"أبشر"، إضافة إلى دعم فني متواصل لضمان تجربة استخدام سلسة.

وما يميز هذه الخدمة أيضًا هو مرونتها العالية، إذ يمكن للمستفيد حجز موعد للاجتماع الافتراضي في الوقت المناسب له، دون التقيد بساعات عمل تقليدية، وهو ما يمنحها تفوقًا ملحوظًا مقارنة بالخدمات التقليدية، كما يتميز المكتب الافتراضي بقدرته على توثيق الجلسات وتسجيلها لأغراض التوثيق والمراجعة، مما يضيف عنصرًا من الشفافية والمصداقية في التعاملات.

وفي ظل تزايد الإقبال على الخدمات الإلكترونية، من المتوقع أن تشهد منصة "أبشر" تطويرات إضافية تشمل توسعة نطاق خدمات المكتب الافتراضي، وربما دمجه مستقبلاً بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات استباقية بناءً على احتياجات المستخدم، مما يجعل التجربة الرقمية أكثر تفاعلية وفعالية، ويُنظر إلى هذه الخطوة بوصفها بداية لمرحلة جديدة في العلاقة بين المواطن والحكومة، تقوم على الاتصال الذكي وتكافؤ الوقت والجهد.