بدأ نادي نيوم تحركاته الجادة في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، مستعدًا لإحداث نقلة نوعية في صفوفه قبل انطلاق مشاركته المنتظرة في كأس العالم للأندية، وهي المشاركة التي يراها النادي فرصة ذهبية لإبراز مشروعه الرياضي الكبير للعالم.

التحركات تأتي ضمن خطة شاملة تهدف إلى تعزيز حضور نيوم محليًا وعالميًا، وكشفت تقارير صحفية صباح اليوم عن نوايا نادي نيوم التعاقد مع نخبة من اللاعبين البارزين على مستوى العالم.

ذلك في محاولة لبناء فريق تنافسي قادر على مجاراة كبار أندية القارة، والمنافسة على البطولات المحلية، وخاصة دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين.

نيوم، الذي يعد امتدادًا لمشروع وطني ضخم، لا يخفي طموحه في أن يصبح أحد الأندية المحورية في الكرة السعودية، ومنصّة رياضية تجمع بين الاستثمار الرياضي والنجاح الفني، وهو ما يتطلب تعاقدات نوعية تضع الفريق سريعًا في دائرة الضوء.

وفي هذا السياق، فجّرت شبكة "CBS Sports" مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانها أن نيوم يستعد لتقديم عرض مالي ضخم للتعاقد مع البرازيلي رودريجو، نجم ريال مدريد الإسباني، في خطوة قد تُعد من أبرز صفقات "الميركاتو" الصيفي الحالي.

ووفقًا للتقرير، فإن رودريجو يُعد من الأهداف الرئيسية لنادي نيوم هذا الصيف، حيث ترى الإدارة أن انضمامه سيمنح الفريق دفعة فنية وإعلامية كبرى، بالنظر إلى القيمة الفنية الكبيرة التي يمثلها اللاعب في خط الهجوم، وخبرته الأوروبية الرفيعة.

وتُظهر تحركات نيوم أن النادي لا يسعى فقط لبناء فريق قوي بل لتكوين هوية رياضية متكاملة، تبدأ من التعاقدات الكبرى وتمتد إلى البنية التحتية والبرامج الفنية، ما يعكس مدى الجدية في دخول ساحة المنافسة على أعلى المستويات منذ البداية.

رودريجو، الذي برز بقوة مع ريال مدريد في السنوات الأخيرة، وشارك في تحقيق ألقاب محلية وقارية كبرى، يُعد خيارًا مثاليًا لأي نادٍ يبحث عن لاعب حاسم قادر على صناعة الفارق في المباريات الكبيرة، وهو ما يتماشى مع طموحات نيوم التوسعية.

ويبدو أن نيوم يحاول استثمار الزخم الذي تشهده الكرة السعودية، بعد النجاحات المتوالية للأندية في استقطاب نجوم الصف الأول من أوروبا وأمريكا اللاتينية، مستفيدًا من دعم الدولة ورؤية 2030 التي تولي القطاع الرياضي اهتمامًا متزايدًا.

كما أن مشاركة نيوم المرتقبة في كأس العالم للأندية تمنح الفريق ورقة ضغط قوية في مفاوضاته مع اللاعبين، إذ يُمكنه أن يعرض على أهدافه فرصة الظهور في بطولة كبرى أمام جمهور عالمي، وهو ما قد يغري أسماء بارزة بالقدوم للمملكة.

ورغم أن الصفقة لم تدخل مراحلها النهائية بعد، إلا أن مجرد ارتباط اسم رودريجو بنادي نيوم يعكس مدى الجرأة والطموح الذي يحكم تفكير الإدارة، ويضع النادي في قلب اهتمامات الصحافة العالمية، حتى قبل أن يخوض أولى مبارياته الرسمية.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن المفاوضات تسير بسرية عالية، وأن هناك رغبة متبادلة بين الطرفين، خاصة أن رودريجو لا يُعد من الأسماء التي تضمن مركزًا أساسيًا دائمًا في تشكيلة ريال مدريد، وقد يبحث عن تحدٍ جديد في بيئة تمنحه دورًا قياديًا.

وتعكس هذه الخطوة استراتيجية واضحة تعتمد على التعاقد مع لاعبين شباب لديهم تجارب ناضجة، عوضًا عن الاكتفاء بالنجوم المخضرمين، في خطوة قد تمهد لبناء فريق قوي على المدى المتوسط والطويل، وهو ما يميز مشروع نيوم عن غيره.

في حال إتمام الصفقة، فإنها لن تكون مجرد انتقال كبير فحسب، بل إعلان واضح بأن نادي نيوم جاء ليبقى، وينافس، ويغيّر المشهد الكروي السعودي، مستفيدًا من ثقل مشروع نيوم نفسه، الذي يُعتبر أحد أكثر المشاريع الطموحة في الشرق الأوسط والعالم.

ولا شك أن الفترة المقبلة ستشهد تحركات إضافية من النادي في سوق الانتقالات، سواء لتعزيز خط الدفاع أو الوسط، ما يعني أن إدارة نيوم تخطط لفريق متوازن، يجمع بين المهارة والخبرة والسرعة، ويكون قادرًا على مقارعة عمالقة الكرة الآسيوية والدولية.