شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا عند تسوية تعاملات يوم الجمعة، مسجلة مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 88 سنتًا، أو بنسبة 1.4%، لتصل إلى 65.41 دولارًا للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 87 سنتًا، أو بنسبة 1.4%، لتصل إلى 62.49 دولارًا للبرميل.
هذا الارتفاع في أسعار النفط جاء في ظل انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين ومستهلكين للنفط في العالم، وقد اتفقت الدولتان على تهدئة الحرب التجارية بينهما لمدة 90 يومًا، يخفضان خلالها الرسوم الجمركية بشكل حاد، مما ساهم في تعزيز الثقة في الأسواق العالمية.
وعلى الرغم من هذه المكاسب، إلا أن التوقعات بزيادة الإمدادات من إيران وتحالف "أوبك+" قد حدّت من ارتفاع الأسعار، فقد أشار محللون إلى أن الزيادات المتوقعة في إنتاج نفط "أوبك+"، بالإضافة إلى تزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي إيراني، قد تعيد الرهانات على الهبوط إلى الواجهة.
في هذا السياق، قال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول لدى "بي.أو.كيه فاينانشال"، إن على المدى القريب، ومع انخفاض منسوب التوتر الجيوسياسي، ستكون هناك حاجة إلى طلب موسمي قوي على السفر في الأشهر المقبلة لمواجهة الزيادات المتوقعة في الإمدادات.
من جانبهم، كتب محللو "آي إن جي" في مذكرة أنه إذا جرى رفع العقوبات عن إيران نتيجة لإبرام اتفاق نووي، فإن مخاطر الإمدادات ستقل، إذ سيسمح هذا لإيران بزيادة إنتاجها النفطي وإيجاد مشترين أكثر استعدادًا لشرائه، وأضافوا أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة المعروض بنحو 400 ألف برميل يوميًا.
وفي وقت سابق من الأسبوع، ارتفعت أسعار النفط بعد أن اتفقت الولايات المتحدة والصين على تهدئة الحرب التجارية بينهما لمدة 90 يومًا، يخفضان خلالها الرسوم الجمركية بشكل حاد، وقد أثارت الرسوم الجمركية الهائلة المتبادلة بين البلدين مخاوف بشأن تأثيرها على النمو العالمي والطلب على النفط.
وقال محللو "بي إم آي"، التابعة لشركة "فيتش سوليوشنز"، في مذكرة بحثية: "في حين أن فترة الهدوء التي تستمر 90 يومًا تترك الباب مفتوحًا لمزيد من التقدم في خفض الحواجز التجارية من كلا الجانبين، فإن الغموض بشأن السياسة التجارية على المدى الطويل سيحد من ارتفاع الأسعار".
وفي هذا السياق، قال بيارنه شيلدروب، كبير محللي السلع الأولية لدى "إس.إي.بي"، إن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إيجابية بالتأكيد للنفط، نظرًا لأن الرسوم الجمركية عند مستوياتها القصوى الحالية تبقي مخاطر الركود مرتفعة.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنغ، أعلى مسؤول اقتصادي في الصين، في سويسرا غدًا السبت للعمل على حل النزاعات التجارية التي تهدد الطلب العالمي على النفط.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إن على الصين فتح سوقها أمام الولايات المتحدة، وإن فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على البضائع الصينية "يبدو مناسبًا"، وتبلغ الرسوم الجمركية الحالية على الصين 145%.
ومع ذلك، أشار محللون إلى أن من غير المرجح أن يتحقق الاتفاق بسرعة كبيرة، على الرغم من أن رغبة الجانبين في تهدئة التوتر تشكل حافزًا إيجابيًا.
وأظهرت بيانات للجمارك يوم الجمعة أن الصادرات الصينية ارتفعت بوتيرة أسرع من المتوقع في أبريل/نيسان، بينما قلصت الواردات انخفاضها، مما يوفر لبكين بعض الدعم قبل محادثات الرسوم الجمركية.
وفي سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة يوم الخميس عقوبات على مصفاة نفط صينية مستقلة ثالثة بسبب شراء النفط الخام الإيراني، وذلك قبل جولة رابعة من المحادثات النووية في سلطنة عمان هذا الأسبوع.
ومما حد من مكاسب أسعار النفط هذا الأسبوع تخطيط منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها، فيما يعرف بمجموعة "أوبك+"، لزيادة الإنتاج، وأظهر مسح لرويترز انخفاضًا طفيفًا في إنتاج "أوبك" في أبريل/نيسان، إذ محا انخفاض الإنتاج في ليبيا وفنزويلا والعراق أثر الزيادة المقررة في الإنتاج.