من المطار إلى الميناء.. جولة سدايا ترسم مستقبل المنافذ السعودية
من المطار إلى الميناء.. جولة سدايا ترسم مستقبل المنافذ السعودية
كتب بواسطة: محمد سميح |

شملت جولة رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، عدداً من المنافذ الحدودية الجوية والبرية والبحرية في المملكة، وذلك بهدف الوقوف ميدانياً على مدى جاهزيتها التقنية، والاطمئنان على كفاءة الأنظمة والحلول الذكية التي تسهم في تسهيل إجراءات الدخول والخروج وتعزيز أمن الحدود، وتأتي هذه الزيارة في إطار دعم "سدايا" المستمر للجهات الحكومية المختلفة، وتكامل الجهود الرامية إلى تحسين تجربة المسافرين وضمان فعالية البنية الرقمية في جميع نقاط العبور.

وشهدت الجولة، التي شملت مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومنفذ البطحاء البري، وميناء جدة الإسلامي، استعراضاً تفصيلياً للأنظمة المستخدمة حالياً في عمليات الجوازات والتفتيش الإلكتروني، بالإضافة إلى الحلول المطبقة لقراءة الوثائق والتعرف على الهويات، سواء عبر بصمة الوجه أو الوسائل البيومترية الأخرى، وأبدى الدكتور الغامدي ارتياحه لما رآه من تطور في البنية الرقمية لهذه المنافذ، مشدداً على أهمية استمرار التحديث والتطوير بما يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030.

وخلال الزيارة، استمع رئيس "سدايا" إلى شرح مفصل من المسؤولين في المنافذ المختلفة حول طبيعة العمل اليومي، والتحديات التقنية التي يواجهها الموظفون، ومدى استفادتهم من أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنيات تحليل البيانات في تسريع الإجراءات وضمان مستويات عالية من الأمان، وأكد على أن "سدايا" تعمل بشكل وثيق مع الجهات المختصة لتوفير حلول رقمية ترفع من كفاءة الأداء وتسهم في رفع رضا المستفيدين من المواطنين والمقيمين والزوار.

وأشار الغامدي إلى أن التقنيات الحديثة التي تدعمها "سدايا" أصبحت ركيزة أساسية في تحسين العمل المؤسسي داخل المنافذ، لا سيما مع ارتفاع أعداد المسافرين وتنوع الوجهات، مما يفرض تحديات مستمرة تستدعي جاهزية قصوى وقدرة على التكيف السريع، وأوضح أن الهيئة تضع ضمن أولوياتها دعم الجهات الحكومية بالبنية التحتية الرقمية القادرة على استيعاب التحول الرقمي المتسارع في المملكة.

وتضمنت الجولة أيضاً مراجعة لأداء الأنظمة التشغيلية في أقسام الجوازات والتفتيش والتخليص الجمركي، حيث أبدى الغامدي حرصاً على ضمان تكامل الحلول التقنية بين مختلف الجهات المعنية، بما يخلق تجربة سلسة للمسافرين ويقلص من الزمن المستغرق في الإجراءات، دون التأثير على متطلبات الأمن والسلامة، ولفت إلى أن هذه الجولات الميدانية تمثل أحد أساليب التقييم الواقعي والفعال لقدرة الأنظمة التقنية على العمل تحت الضغط وفي مختلف الظروف التشغيلية.

كما أكد رئيس "سدايا" أن الهيئة ماضية في التوسع بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة في بيئات العمل الحكومية، مشيراً إلى أن النجاحات المتحققة حتى الآن تحفّز على تبني المزيد من الابتكارات الرقمية، التي تتجاوز العمل الروتيني لتصبح أدوات استراتيجية تدعم صانع القرار وتدفع بالحوكمة الرقمية إلى مستويات متقدمة، وأوضح أن هذا التوجه يتسق مع النهج الطموح الذي تتبناه السعودية في إطار رؤيتها الوطنية للتحول الرقمي.

وتأتي هذه الجهود ضمن منظومة متكاملة من المشاريع والمبادرات التي تقودها "سدايا" لرفع كفاءة العمل الحكومي وتعزيز التنافسية الرقمية على مستوى المنطقة والعالم، فالمنافذ الحدودية تمثل الواجهة الأولى للمملكة أمام الزوار، والارتقاء بجاهزيتها الرقمية يعكس صورة احترافية ومتميزة عن قدرات الدولة في إدارة الحركة العابرة للحدود باستخدام أدوات العصر، ولذلك، تحرص "سدايا" على المتابعة الدورية والتقييم المستمر لهذه المواقع.

واختُتمت الجولة بتأكيد الغامدي على أهمية تعزيز ثقافة الابتكار الرقمي لدى العاملين في المنافذ، من خلال التدريب المستمر والتأهيل التقني، مما يضمن قدرة الكوادر الوطنية على التعامل بكفاءة مع أحدث الأنظمة والتقنيات، كما شدد على أن "سدايا" تضع الإنسان في قلب تحولها الرقمي، وتؤمن بأن التكنولوجيا ينبغي أن تكون أداة تمكين، لا بديلاً عن المهارات البشرية، في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة.