الأسهم السعودية
مؤشر الأسهم السعودية يغلق دون 11000 نقطة بتراجع يقارب 190 نقطة
كتب بواسطة: مختار العسلي |

أنهى مؤشر السوق المالية السعودية تعاملاته اليوم على تراجع ملموس، حيث أغلق المؤشر العام للسوق (تاسي) منخفضًا بمقدار 188.96 نقطة، ليغلق عند مستوى 10999.78 نقطة، وذلك في ختام جلسة تداول شهدت تراجعًا واسع النطاق على مستوى غالبية قطاعات السوق والشركات المدرجة، وقد بلغت قيمة التداولات الإجمالية في السوق نحو 3.4 مليارات ريال، عكست حالة من الترقب والحذر سادت أوساط المستثمرين خلال الجلسة.

وفيما يتعلق بحجم التداولات، فقد جرى تنفيذ ما يزيد عن 144 مليون سهم، عكست درجة من النشاط المتفاوت في الشراء والبيع، وذلك في سياق التحركات السعرية التي شهدتها الجلسة نتيجة عمليات تصحيح متوقعة بعد موجة من المكاسب السابقة، إضافة إلى تأثر معنويات المستثمرين ببعض العوامل الخارجية والداخلية المرتبطة بالأسواق المالية العالمية وأسعار النفط، وكذلك نتائج أداء بعض الشركات الكبرى.

وقد شهدت الجلسة تفاوتًا في أداء الشركات المدرجة، حيث سجلت أسهم 41 شركة فقط ارتفاعًا في قيمتها السوقية، في حين أغلقت أسهم 203 شركات على تراجع، ما يؤكد الطابع السلبي الغالب على تعاملات هذا اليوم، وجاء هذا التباين ليعكس حالة من الضغط البيعي على عدة قطاعات مؤثرة في السوق، يقابلها تحرك إيجابي محدود في عدد من الشركات ذات المحفزات الخاصة.

وكانت أسهم شركات أنابيب السعودية، ورؤوم، والتصنيع الوطنية، ومبكو، والاستثمارة ريت من بين الأكثر ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم، حيث حققت هذه الشركات مكاسب سعرية تفاوتت بين 4.79% و7.79%، ما يشير إلى وجود محفزات خاصة أو مضاربات نشطة على هذه الأسهم، دفعت بها لتسجيل مكاسب في جلسة اتسمت بالسلبية العامة.

وفي المقابل، تصدرت أسهم شركات أكوا باور، وساكو، واللجين، وصادرات، وأسترا الصناعية قائمة الأسهم الأكثر انخفاضًا، بعد أن سجلت تراجعات لافتة في قيمتها السوقية خلال الجلسة، وجاء هذا الانخفاض نتيجة ضغوط بيعية محتملة من قبل مستثمرين يسعون لجني الأرباح أو إعادة ترتيب محافظهم الاستثمارية، فضلًا عن التأثر بعوامل تتعلق بأداء تلك الشركات أو تحركات سابقة للأسعار.

أما من حيث الأسهم الأكثر نشاطًا من حيث الكمية، فقد تصدرت أسهم شركات الإنماء، والباحة، وأمريكانا، وأرامكو السعودية، وشمس قائمة الأكثر تداولًا، ما يعكس اهتمام المستثمرين بهذه الشركات سواء من حيث التداولات اليومية أو ما يُعرف بـ"الأسهم المضاربية"، ويُلاحظ أن سهم الإنماء واصل استحواذه على اهتمام المتعاملين من حيث الكمية والقيمة، نظرًا لارتباطه بقطاع البنوك الحيوي والمحفزات التي تحيط به.

وفي ذات السياق، جاءت أسهم شركات الإنماء، والراجحي، وأرامكو السعودية، وأكوا باور، وشركة الاتصالات السعودية (STC) ضمن قائمة الأسهم الأكثر نشاطًا من حيث قيمة التداولات، في إشارة إلى استمرار تدفق السيولة على هذه الشركات ذات الثقل في المؤشر، والتي تشكل ركيزة أساسية في تركيبة السوق، ما يعكس ثقة المستثمرين المؤسسيين والفرديين فيها رغم تقلبات السوق.

وعلى صعيد السوق الموازية (نمو)، فقد سجل المؤشر المخصص لهذا السوق أداءً سلبيًا أيضًا، حيث أنهى تعاملاته على انخفاض كبير بلغ 242.96 نقطة، ليقفل عند مستوى 27017.77 نقطة، وقد بلغت قيمة التداولات في السوق الموازية نحو 26 مليون ريال، تم تنفيذها من خلال تداول أكثر من مليوني سهم، في عدد من الشركات المدرجة ضمن هذه المنصة المخصصة لدعم الشركات الواعدة والمتوسطة والصغيرة.

ويُعزى تراجع السوق الموازية إلى عدة عوامل مشابهة لتلك التي أثرت على السوق الرئيسية، بما في ذلك موجة التصحيح العامة التي تشهدها أسواق المال الإقليمية والدولية، وتباين توقعات المستثمرين بشأن نتائج الأعمال المرتقبة، فضلًا عن غياب المحفزات الجديدة التي قد تدفع بالمؤشر إلى تحقيق مكاسب إضافية.

وتعكس هذه النتائج اليوم مستوى الحذر السائد في أوساط المتداولين، حيث يترقب كثيرون تطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية، بما في ذلك أسعار النفط، وقرارات البنوك المركزية العالمية بشأن معدلات الفائدة، فضلًا عن المتغيرات الجيوسياسية التي قد تؤثر على توجهات الاستثمار في الأسواق الناشئة ومن ضمنها السوق السعودية.

ومن الجدير بالذكر أن هيئة السوق المالية تواصل جهودها في تعزيز الشفافية وحماية المستثمرين من خلال تطوير اللوائح الرقابية وتعزيز الإفصاح من قبل الشركات المدرجة، في خطوة تهدف إلى استقرار السوق على المدى الطويل وتشجيع المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، مما يُسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في تنمية القطاع المالي.

وفي ظل هذه الظروف، يُنصح المستثمرون بالاعتماد على التحليل الأساسي والمالي السليم قبل اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، وتجنب الانجراف وراء المضاربات العشوائية، خاصة في أوقات تقلب السوق، كما تؤكد الجهات المعنية أهمية المتابعة الدقيقة لتقارير الإفصاح الدوري الصادرة عن الشركات، ومتابعة المستجدات الاقتصادية التي قد يكون لها أثر مباشر أو غير مباشر على تحركات السوق.