في تطور قانوني بارز أعاد تشكيل ملامح الجولة الختامية من دوري روشن السعودي، أصدرت هيئة التحكيم التابعة لمركز التحكيم الرياضي السعودي قرارًا نهائيًا بقبول احتجاج نادي النصر ضد مشاركة الحارس رافع الرويلي مع نادي العروبة، ومنحت الفريق العاصمي النقاط الثلاث كاملة، معتبرة أن مشاركة الرويلي في تلك المباراة غير قانونية.

والقرار الذي جاء بعد أيام من المداولات القانونية، وضع حدًا لجدل واسع أثار اهتمام الجماهير والمحللين، وفتح الباب أمام عودة النصر إلى المنافسة القارية، بعدما بات في موقع يؤهله لخوض الجولة الأخيرة من الدوري بأمل اللحاق بمقعد مؤهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة.

وبحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط عبر منصتها الرسمية على "إكس"، فقد أقرّت هيئة التحكيم بصحة موقف نادي النصر، بعد أن ثبت أن مشاركة الرويلي لم تكن متوافقة مع لوائح الاحتراف الخاصة بدوري روشن، وتحديدًا ما يتعلق بمسألة التفرغ الرياضي والتسجيل القانوني للاعبين.

والقرار جاء في صيغة واضحة، مفادها: "هيئة التحكيم المنبثقة عن مركز التحكيم الرياضي السعودي في قضية حارس العروبة رافع الرويلي تصدر الحُكم النهائي بقبول احتجاج نادي النصر واعتباره فائزاً في مباراة العروبة وحصوله على النقاط الثلاث".

وهذا الحُكم وضع حدًا نهائيًا لأي استئناف آخر في القضية، باعتبار أن قرار مركز التحكيم يُعدّ ملزمًا ونهائيًا في النزاعات الرياضية المحلية، ما يعني أن رصيد النصر سيتم تعديله رسميًا، ليصل إلى 70 نقطة، ويحتل بذلك المركز الثالث خلف الهلال صاحب 72 نقطة.

وقرار اللجنة لم يكن عابرًا، بل أحدث تأثيرًا كبيرًا على سباق الدوري، إذ منح النصر فرصة حقيقية للمنافسة على المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة، في حال تعثر الهلال في الجولة الأخيرة.

أما على مستوى نادي العروبة، فقد تسببت الواقعة في ضياع نقطة ثمينة من رصيده، ما قد يكون له تداعيات مباشرة على موقعه في جدول الترتيب، خاصة إذا كان في منطقة الخطر المتعلقة بصراع البقاء.

وفي ردود الفعل الأولية، أعربت جماهير النصر عن ارتياحها لهذا القرار، معتبرة أن "العدالة الرياضية قد أُعيدت"، وأن الفريق استحق النقاط بحكم النظام واللوائح، لا بالمحاكمات العاطفية، كما طالب كثيرون بضرورة مراجعة صارمة لقواعد تسجيل اللاعبين وتفرغهم، حتى لا تتكرر مثل هذه القضايا مستقبلاً.

وفي المقابل، التزمت إدارة العروبة الصمت حتى لحظة إعداد هذا الخبر، إلا أن مصادر قريبة من النادي تحدثت عن "خيبة أمل كبيرة" جرّاء القرار، خاصة أنه جاء قبل أيام قليلة من الجولة الختامية، وهو ما يُربك حسابات الفريق الفنية والمعنوية.

وعودة النصر إلى النقطة 70 قلبت الحسابات في قمة الترتيب، إذ أصبح الفارق بينه وبين الهلال نقطتين فقط، ما يعني أن فوز النصر على الفتح وتعادل الهلال أو خسارته أمام القادسية، كفيل بمنح النصر بطاقة العبور القارية إلى دوري الأبطال، والجولة الأخيرة أصبحت الآن أكثر سخونة، ليس فقط بسبب حسابات اللقب أو البقاء، بل بسبب هذا المقعد الثمين الذي سيكون مدار صراع شرس بين عملاقي العاصمة.

وتعود القضية إلى المباراة التي جمعت بين نادي النصر ونادي العروبة قبل عدة أسابيع، والتي انتهت بالتعادل، قبل أن يتقدم النصر باحتجاج رسمي على مشاركة الحارس رافع الرويلي، مؤكدًا أن اللاعب لم يكن مستوفيًا لشروط التفرغ والتسجيل وفق لوائح رابطة دوري روشن.

وبعد تقديم الأدلة والمرافعات، تم تصعيد القضية إلى مركز التحكيم الرياضي السعودي، الذي تولى فحص المستندات والاستماع للطرفين، قبل أن يصدر حكمه النهائي مساء أمس، في خطوة تُعتبر انتصارًا قانونيًا مهمًا للنصر.

ومع تطورات الوضع القانوني، يُنتظر أن يخوض النصر مباراته أمام الفتح بروح عالية، مدفوعًا بأمل العودة القارية، في حين سيكون الهلال مطالبًا بالفوز أمام القادسية لتأمين مركزه.

وفي ذات الوقت، ستكون إدارة الدوري مطالبة بتحديث الترتيب الرسمي بشكل فوري، حتى تُبنى عليه الحسابات الفنية للجولة الأخيرة، خاصة مع تقارب النقاط بين الأندية الثلاثة الأولى.

ويؤكد قرار لجنة التحكيم على أهمية الالتزام باللوائح، ويعزز ثقة الأندية والجماهير بوجود مرجعية قانونية حاسمة، قادرة على تصحيح المسار وإنصاف المظلوم، وفي الوقت الذي يُشيد فيه البعض بسرعة البت في القضية، يرى آخرون أن توقيت القرار، وإن كان قانونيًا، قد يُربك الاستعدادات الفنية لبعض الفرق، مما يستدعي دراسة توقيت إصدار الأحكام في المواسم المقبلة.