دشّنت إمارة المنطقة الشرقية اليوم خطوة نوعية في إطار تطوير الخدمات الحكومية وتعزيز الكفاءة الرقمية، عبر إطلاق الربط الإلكتروني المباشر مع مركز جسر الملك فهد، والمبادرة التي تأتي ضمن توجهات القيادة الرشيدة لتكامل القطاعات وتسهيل الإجراءات الحكومية، تسعى إلى تعزيز مستويات التعاون بين الإمارة والمركز الحدودي الحيوي الذي يربط المملكة بمملكة البحرين.
وجرى تدشين المشروع في مقر الإمارة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، الذي أكد أن هذه الخطوة تمثل امتدادًا لنهج التحول الرقمي الذي تنتهجه المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، وشدد سموه على أهمية استخدام التقنية الحديثة لتسريع وتسهيل الإجراءات، ورفع كفاءة الأداء الحكومي، وتحقيق التكامل بين مختلف الجهات ذات العلاقة، بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والمسافرين عبر جسر الملك فهد.
الربط الإلكتروني مع مركز جسر الملك فهد يُعد من المبادرات المهمة لتعزيز الأمن المعلوماتي وتسهيل تبادل البيانات، إذ يهدف إلى تحسين سرعة الاستجابة، وتقليل الاعتماد على الإجراءات الورقية، بالإضافة إلى رفع مستوى التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة، كما يُسهم في توحيد القنوات الرقمية للتواصل وتبادل المعلومات بشكل فوري وآمن، ما يُعد نقلة نوعية في إدارة المنافذ الحدودية.
وقد شهد الحفل عرضًا تقنيًا حيًا للمنصة الإلكترونية الجديدة التي تم بناؤها بالتعاون بين الإمارة وعدد من الجهات التقنية المختصة، حيث تم استعراض آلية الربط وكيفية عمل النظام في تسهيل وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالمسافرين والشحنات العابرة، كما تم توضيح مزايا النظام الجديد في تقليل وقت المعالجة وتعزيز الرقابة الإدارية.
وفي تصريح له عقب التدشين، أوضح وكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد البتال، أن هذا الربط الإلكتروني يشكل انطلاقة جديدة في مستوى التنسيق بين إمارة المنطقة ومركز جسر الملك فهد، مؤكدًا أن المبادرة ستمثل رافدًا مهمًا لتطوير العمل المؤسسي، وتفعيل مفهوم الحكومة الذكية، بما يتوافق مع التوجهات الرقمية الحديثة، ويعكس صورة المملكة المتقدمة في مجال التقنية وتكامل البنية الرقمية.
ولفت البتال إلى أن الربط الإلكتروني لا يخدم فقط الجوانب الإدارية، بل يشمل أيضًا جوانب أمنية وتنظيمية متعددة، من شأنها رفع جودة الخدمات والتعاملات، وتوفير قاعدة بيانات موحدة تساعد في اتخاذ القرارات الفورية، وتوفير الوقت والجهد على جميع الأطراف ذات العلاقة، سواء من الجهات الرسمية أو الأفراد المستفيدين من الخدمات.
من جانبهم، عبّر عدد من مسؤولي مركز جسر الملك فهد عن تقديرهم لهذا التعاون المثمر، مؤكدين أن المبادرة ستُحدث أثرًا كبيرًا على مستوى العمل اليومي، وستُسهم في تخفيف العبء عن الموظفين عبر تسهيل الإجراءات وتسريع المعاملات، وأشاروا إلى أن هذه الخطوة تعزز دور المركز كحلقة وصل حيوية بين المملكتين الشقيقتين، وتجسد حرص الدولة على تحسين كفاءة المنافذ الحدودية وتبني أحدث التقنيات.
تأتي هذه الخطوة في سياق متسق مع مبادرات التحول الرقمي التي تشهدها مختلف مناطق المملكة، وتُمثل ترجمة عملية لتوجيهات القيادة بتحقيق التكامل الإلكتروني بين الأجهزة الحكومية، وتقديم خدمات أكثر تطورًا وجودة، كما تعكس هذه المبادرة التقدم المستمر الذي تحققه المنطقة الشرقية في مجال التحول الرقمي، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في تسخير التقنية لخدمة الإنسان والوطن.