طريق مكة يصل المالديف: تسهيلات جديدة لحجاج بيت الله
طريق مكة يصل المالديف: تسهيلات جديدة لحجاج بيت الله
كتب بواسطة: محمد سميح |

في خطوة تعكس حرص المملكة العربية السعودية على تسهيل إجراءات الحج والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، دشّنت المملكة مبادرة "طريق مكة" في جمهورية المالديف، وذلك ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030، والمبادرة التي توسعت هذا العام لتشمل المالديف، تُعد تجسيدًا عمليًا للعناية الفائقة التي توليها القيادة السعودية للحجاج من مختلف أنحاء العالم، وتسهم بشكل مباشر في تيسير الإجراءات الإدارية والأمنية قبل وصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة.

جاء تدشين المبادرة في العاصمة الماليزية ماليه، بحضور مسؤولين من الجانبين السعودي والمالديفي، يتقدمهم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المالديف مترك بن عبدالله العجالين، وعدد من ممثلي الوزارات والجهات المعنية بتنفيذ المبادرة، التي يشرف عليها بشكل مباشر كل من وزارة الداخلية السعودية، ووزارة الحج والعمرة، إلى جانب عدة جهات تقنية وأمنية داعمة، وقد لاقت المبادرة ترحيبًا واسعًا من الحكومة المالديفية، التي اعتبرتها نقلة نوعية في خدمة حجاجها، ومظهرًا من مظاهر العلاقات الأخوية العميقة التي تربط البلدين.

وتقوم مبادرة "طريق مكة" على إنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة من مطارات بلدانهم، بحيث يتم استكمال إجراءات الجوازات، والتفتيش الجمركي، والتأكد من توفر الاشتراطات الصحية، إلى جانب ترميز وفرز الأمتعة، لتنتقل مباشرة إلى مقار سكن الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويشرف على تنفيذ ذلك فريق سعودي متخصص، يباشر عمله في مطارات الدول المشمولة بالمبادرة، مما يوفر على الحجاج عناء الإجراءات الطويلة عند وصولهم إلى مطارات المملكة.

وأكد السفير السعودي لدى المالديف أن المبادرة تُجسد حرص القيادة الرشيدة في المملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، وجعل تجربتهم الدينية ميسّرة منذ لحظة مغادرتهم لبلدانهم، ولفت إلى أن المملكة لا تدّخر جهدًا في تطوير منظومة الحج والعمرة، وتسخير كافة الإمكانات التقنية والبشرية لخدمة هذه الغاية النبيلة.

من جانبهم، أعرب عدد من المسؤولين في الحكومة المالديفية عن تقديرهم الكبير لمبادرة "طريق مكة"، مؤكدين أن إدراج المالديف ضمن قائمة الدول المستفيدة من البرنامج يعكس مكانتها لدى المملكة، واهتمامها بضمان سلامة وراحة الحجاج المالديفيين، وأشاروا إلى أن هذه المبادرة ستسهم في رفع جودة تجربة الحج وتقليل الوقت والجهد المبذول من قبل الحجاج في مختلف مراحل التنقل والإقامة.

المبادرة، التي أُطلقت للمرة الأولى في عام 2019، شهدت خلال الأعوام الماضية توسعًا تدريجيًا لتشمل عدة دول إسلامية، من بينها ماليزيا، إندونيسيا، باكستان، بنغلاديش، والآن المالديف، وذلك ضمن خطط المملكة لتعميم هذا النموذج الناجح على أكبر عدد ممكن من الدول الإسلامية، ويُتوقع أن تساهم في تحسين تجربة الحجاج بشكل كبير، خاصة من حيث التنظيم والانسيابية، وهو ما يُعد عنصرًا جوهريًا في إدارة موسم الحج الذي يستقبل ملايين المسلمين سنويًا.

ويمثل توسع مبادرة "طريق مكة" تأكيدًا عمليًا على التزام المملكة بتطوير منظومة الخدمات المقدمة للحجاج وفقًا لأعلى المعايير العالمية، واستنادًا إلى أحدث التقنيات التي تضمن سرعة الأداء ودقته، مع الحفاظ على أمن وسلامة الحجاج، كما تعكس هذه الخطوة نهج المملكة في جعل تجربة الحج تجربة إيمانية خالصة خالية من التعقيدات الإدارية أو اللوجستية.

وتواصل المملكة عبر هذه المبادرة ترجمة رؤيتها في أن تكون رحلة الحج ميسّرة من البداية للنهاية، تبدأ بالإجراءات المسبقة، وتمر بخدمات الإقامة والنقل والرعاية الصحية، وتنتهي بعودة الحاج إلى وطنه بعد أداء المناسك في أجواء من الطمأنينة والسكينة، وقد أصبحت "طريق مكة" نموذجًا يُحتذى به في التخطيط والابتكار في إدارة الحشود الدينية على مستوى العالم.