الحرم المكي يُدشّن الشاشات الذكية في المصليات النسائية
الحرم المكي يُدشّن الشاشات الذكية في المصليات النسائية
كتب بواسطة: محمد سميح |

في إطار مساعي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتعزيز التجربة الدينية والمعرفية لزائرات بيت الله الحرام، شهد الحرم المكي الشريف تدشين الشاشات التفاعلية الذكية داخل المصليات النسائية، في خطوة تُعد الأولى من نوعها على هذا المستوى من التطور التقني المخصص لخدمة المرأة المسلمة، والمبادرة تأتي ضمن خطة شاملة لتطوير الخدمات النسائية داخل المسجد الحرام، ورفع كفاءة التواصل والتوجيه الديني والمعرفي من خلال أدوات رقمية حديثة تراعي احتياجات الزائرات والمرشدات على حد سواء.

وقد أُقيم حفل التدشين بحضور قيادات الرئاسة النسائية وممثلات عدد من الجهات ذات العلاقة، حيث تم استعراض النموذج الأولي للشاشات الجديدة وشرح آلية عملها ومميزاتها التقنية، وتتميّز هذه الشاشات بكونها متعددة اللغات، وتعمل بتقنية اللمس، وتتيح لزائرات الحرم الحصول على إرشادات دينية، ومعلومات خدمية، وتوجيهات تنظيمية، إلى جانب بث مباشر للدروس والمحاضرات المقامة داخل المسجد الحرام، مما يسهم في توسيع نطاق الفائدة وزيادة وعي الزائرات بأهمية استثمار الوقت داخل الحرم الشريف بالعلم والذكر والتدبر.

وتم تصميم هذه الشاشات لتراعي خصوصية المرأة داخل المصليات، مع الحفاظ على البيئة الهادئة المناسبة للعبادة، حيث وُزّعت الشاشات بطريقة مدروسة لا تُعيق الحركة، ولا تؤثر على الروحانية التي تميز المكان، كما أُدمجت فيها خصائص رقمية تتيح للزائرات طرح الأسئلة الشرعية والتواصل مع المختصات في الشؤون الدينية النسائية بالرئاسة، ما يجعلها أداة معرفية تفاعلية تُعزز من جودة الخدمات المقدمة.

وأكدت وكيلة الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة العنود بنت حمد القرني أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة من المبادرات التطويرية النوعية التي تهدف إلى توظيف التقنية الحديثة لخدمة المرأة داخل المسجد الحرام، مشيرة إلى أن الشاشات التفاعلية تُمثل نقلة نوعية في الخدمات النسائية، من حيث التفاعل المباشر، وتنوع المحتوى، ومرونة الاستخدام، بما يتناسب مع اختلاف أعمار وثقافات الزائرات، وأضافت أن المشروع يُعد امتدادًا لرسالة الرئاسة في توفير بيئة معرفية وروحية متكاملة للمرأة المسلمة.

وأوضحت القرني أن الشاشات الجديدة ستسهم في تخفيف الضغط على الكوادر البشرية، خاصة في أوقات الذروة، من خلال تمكين الزائرات من الوصول إلى المعلومات بأنفسهن دون الحاجة للانتظار، كما ستُسهّل على غير الناطقات بالعربية الحصول على المعلومات بلغاتهن، مما يُرسّخ مبدأ الشمولية في الخدمة ويُعزز من قيمة الضيافة الدينية التي تشتهر بها المملكة.

وقد أبدت عدد من الزائرات ارتياحهن للمبادرة، واعتبرنها خطوة رائدة تعكس حرص المملكة على الاهتمام بالمرأة وتوفير احتياجاتها داخل الحرم المكي، لا سيما في الجوانب الدينية والإرشادية، كما عبّرن عن إعجابهن بواجهة الشاشات وسهولة استخدامها، ومدى تنوع المواد المعروضة، بين فتاوى، ومقاطع مرئية، ونصوص تعليمية، ودروس مباشرة، وكل ذلك في متناول اليد وبواجهة سهلة الفهم.

ويُنتظر أن يُسهم هذا المشروع في إحداث نقلة كبيرة في طريقة تقديم الخدمات داخل المصليات النسائية، حيث يُراهن عليه كمصدر موثوق وسريع للمعلومات، وساحة تعليمية رقمية متكاملة داخل أقدس بقاع الأرض، وتُعد هذه الخطوة إحدى ثمار التحول الرقمي الذي تشهده الحرمين الشريفين، والذي يتكامل مع الرؤية الوطنية الطموحة للمملكة 2030 في تطوير الخدمات الدينية باستخدام أحدث وسائل التقنية.

وتواصل الرئاسة العامة لشؤون الحرمين تطوير المزيد من الحلول الذكية الموجهة للنساء، في إطار خطتها الشاملة لتوسيع الخدمات الرقمية، وتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز في تقديم المعرفة الدينية داخل الحرمين، وبما يعكس دور المرأة كعنصر محوري في خدمة ضيفات الرحمن، وتفعيل مشاركتها في مسيرة التحديث والتحول الرقمي.