في إطار استعداداتها المستمرة لموسم حج 1446 هـ، شددت وزارة الداخلية على أهمية الالتزام التام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج، مؤكدةً أن التقيد بها يعد ركيزة أساسية لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء مناسكهم في أجواء يسودها الهدوء والنظام والاطمئنان.

وأوضحت الوزارة أن أي تجاوز لهذه الأنظمة سيقابل بتطبيق العقوبات النظامية المعتمدة بحق المخالفين دون تهاون، حرصًا على النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات.

ودعت الوزارة في بيانها جميع المواطنين والمقيمين والزائرين إلى الالتزام الصارم بالتعليمات الصادرة بشأن تنظيم موسم الحج، وعدم محاولة مخالفتها بأي شكل من الأشكال، لا سيما فيما يتعلق بمحاولة دخول مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة دون الحصول على تصريح حج رسمي، مشيرة إلى أن مثل هذه المحاولات تعرّض المخالفين للمساءلة القانونية والعقوبات المنصوص عليها نظامًا.

ويأتي هذا التوجيه ضمن خطة أمنية متكاملة تنفذها الجهات المعنية لتأمين موسم الحج، وضمان سيره وفق أعلى درجات الانضباط والتنظيم، بالتعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والخدمية، بهدف حماية الحجاج وتوفير أقصى درجات الراحة والأمان لهم خلال رحلتهم الإيمانية.

وأكدت وزارة الداخلية أن الأنظمة التي تم اعتمادها وتنفيذها خلال المواسم الماضية أثبتت فاعليتها الكبيرة في تنظيم دخول الحجاج إلى المشاعر، والحد من الظواهر السلبية التي قد تعيق انسيابية الحركة أو تعرّض حياة الحجاج للخطر، داعية إلى عدم الانسياق خلف أي دعوات أو وسطاء يروجون لتوفير خدمات حج غير نظامية.

وتنطلق سياسة وزارة الداخلية تجاه تنظيم موسم الحج من مبدأ الحفاظ على قدسية الزمان والمكان، وصون كرامة ضيوف الرحمن الذين يفدون من كل حدب وصوب لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

ومن هذا المنطلق، تعمل الوزارة على تنفيذ خطة أمنية شاملة تتضمن مراقبة الدخول والخروج من وإلى مكة المكرمة، ونشر نقاط تفتيش أمنية محكمة في مداخل المدينة والمشاعر المقدسة، إلى جانب استخدام أنظمة إلكترونية ذكية لرصد أي تحركات غير نظامية.

وفي السياق ذاته، أشار مصدر أمني مطلع إلى أن العقوبات التي قد تطال المخالفين تشمل الغرامات المالية، والسجن، والترحيل، والمنع من دخول المملكة لفترات محددة، وفقًا لنوع المخالفة وظروفها، مضيفًا أن التشريعات التي تنظم موسم الحج تهدف بالدرجة الأولى إلى حماية الحجاج وضمان انسيابية وسلامة أدائهم للنسك بعيدًا عن العشوائية أو التكدس.

وتُعد المملكة العربية السعودية رائدة عالميًا في إدارة الحشود، حيث نجحت على مدى العقود الماضية في تنظيم مواسم الحج باحترافية مشهودة، جعلت من تجربتها نموذجًا يُحتذى في التنظيم والتخطيط والخدمات اللوجستية، وهي تسعى باستمرار إلى تطوير تلك المنظومة عبر تحديث الأنظمة، ورفع كفاءة العاملين، وتوسيع نطاق الرقابة الميدانية.

ويؤكد هذا البيان من وزارة الداخلية على الثقة التي توليها الحكومة السعودية لمواطنيها والمقيمين على أراضيها في التعاون مع الجهات الرسمية، والمشاركة الإيجابية في إنجاح موسم الحج، مشددةً على أن الالتزام بالتعليمات ليس فقط واجبًا قانونيًا، بل مسؤولية دينية وأخلاقية تعكس وعي المجتمع، واحترامه لمكانة ضيوف الرحمن.