ولي العهد
ولي العهد يقيم الحفل السنوي نيابة عن خادم الحرمين يرحب بكبار الشخصيات الإسلامية
كتب بواسطة: حكيم خالد |

نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – أقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفل الاستقبال السنوي الذي يُقام تكريماً لأصحاب الفخامة والدولة وكبار الشخصيات الإسلامية، الذين أدوا مناسك الحج لهذا العام، في مناسبة تعبّر عن المكانة الرفيعة التي توليها المملكة العربية السعودية للضيوف من مختلف الدول الإسلامية، وتؤكد على الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين على مستوى العالم.

وجاء هذا الحفل، الذي احتضنته أجواء روحانية ومراسم رفيعة، في سياق النهج الذي دأبت عليه القيادة الرشيدة في إظهار التقدير والوفادة لضيوف الرحمن من شتى أصقاع الأرض، لاسيما أولئك الذين يمثلون دولهم وشعوبهم في هذا الموسم العظيم، وقد عبّر سمو ولي العهد في هذه المناسبة عن ترحيبه البالغ بكافة الضيوف، ناقلاً تحيات خادم الحرمين الشريفين وتمنياته الخالصة لهم بقبول حجهم وعودتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين، كما أكد سموه في كلمته التي ألقاها خلال المناسبة على عمق العلاقات التي تجمع المملكة بالدول الإسلامية كافة، مشيراً إلى أن هذا اللقاء السنوي يمثل فرصة لتعزيز أواصر الأخوة والتواصل بين القيادات والشخصيات الإسلامية تحت مظلة الحج، التي توحد المشاعر والقلوب على التقوى والتسامح.

وقد شهد الحفل حضوراً واسعاً من أصحاب الفخامة ورؤساء الدول والحكومات وممثلي المنظمات الإسلامية والدولية، إضافة إلى عدد كبير من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين وضيوف الجهات الحكومية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، إلى جانب رؤساء بعثات الحج ومكاتب شؤون الحجاج من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كما حضر المناسبة جمع من الشخصيات العلمية والدينية والقيادات الفكرية والثقافية، الذين عبروا بدورهم عن امتنانهم الكبير لحكومة المملكة على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والرعاية التي أحاطتهم بها منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة.

وقد جاء هذا الحفل في ختام موسم حج ناجح من كافة الجوانب، حيث تمكنت الجهات المختصة في المملكة، بتوجيهات القيادة الرشيدة، من تنفيذ الخطط التشغيلية والتنظيمية لحج هذا العام بكفاءة عالية، ما أسهم في تمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والإمكانات التي وفرتها الدولة، وقد حظيت جهود المملكة بإشادة واسعة من قبل الحجاج وضيوف الحفل، الذين نوهوا بالمستوى العالي للتنظيم والتنسيق، والدور الإنساني الكبير الذي تقوم به الجهات السعودية في خدمة الملايين من الحجاج سنوياً.

ويُعد هذا الحفل تجسيداً عملياً للرسالة التي تتبناها المملكة في دعم وحدة المسلمين وتعزيز قيم التآخي والتعاون، حيث تحرص القيادة السعودية على تحويل موسم الحج إلى مناسبة جامعة لكلمة المسلمين، تتجلى فيها معاني الرحمة والعدل والسلام، بعيداً عن كل ما يشوّه صورة الإسلام أو يفرق بين أبنائه، وقد جاءت كلمات سمو ولي العهد في هذا الإطار واضحة، حينما شدد على ضرورة مواصلة العمل المشترك لتحقيق التنمية في العالم الإسلامي، وتعزيز الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن المملكة ستظل، كما كانت دوماً، عوناً وسنداً لكل ما من شأنه رفعة الأمة الإسلامية وخدمة قضاياها العادلة.

وتخلل الحفل فقرات خطابية وثقافية أبرزت الدور التاريخي الذي تضطلع به المملكة في خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين، كما استعرض عدد من الشخصيات الإسلامية تجاربهم في أداء المناسك، مثمنين الجهود التنظيمية الضخمة التي تم تنفيذها لإنجاح موسم الحج هذا العام، وفي الوقت ذاته، عبر كثير من رؤساء الوفود عن تقديرهم للتسهيلات التي تم تقديمها لمكاتب شؤون الحجاج، سواء في مراحل التسجيل والتنسيق أو أثناء أداء الشعائر، ما أسهم في التيسير على حجاجهم، وأكسب الموسم طابعاً فريداً من الراحة والانسيابية.

كما انعكس حرص القيادة السعودية على تقديم صورة حضارية وإنسانية راقية للحج من خلال الاهتمام بكافة التفاصيل المتعلقة براحة الحجاج، بما في ذلك الخدمات الصحية والتقنية والأمنية والبيئية، وهو ما أشار إليه العديد من المشاركين في الحفل، الذين أكدوا أن ما قدمته المملكة هذا العام يمثل نقلة نوعية في إدارة الحشود وتقديم الخدمات الذكية، ويعكس نضجاً مؤسسياً يستحق الإشادة والتقدير.

واختُتم الحفل بتبادل التحايا والدعوات الطيبة بين الحاضرين، في أجواء اتسمت بالإجلال والتقدير لما بذلته حكومة المملكة من جهود جبارة لإنجاح موسم الحج، في صورة تعكس مكانة المملكة كقلب للعالم الإسلامي، ووجهة أولى للمسلمين في مناسباتهم المقدسة، ورمز للوحدة والتضامن الإسلامي في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى مثل هذه اللقاءات الجامعة.