الحج
بخمس نصائح ذهبية.. "شؤون الحرمين" تضمن طوافًا آمنًا لحجاج بيت الله
كتب بواسطة: حكيم خالد |

في أجواء إيمانية تتجدد فيها معاني الطمأنينة والسكينة، يواصل حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم في المسجد الحرام وسط منظومة خدمات متكاملة، تعمل على تأمين راحتهم وسلامتهم الصحية، خصوصًا مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة وكثافة أعداد الطائفين.

وفي هذا السياق، قدمت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين مجموعة من الإرشادات الوقائية المهمة التي تهدف إلى تسهيل أداء مناسك الطواف بصورة آمنة وميسّرة، تضمن راحة الحاج وسلامته على حد سواء.

الهيئة، ومن خلال منصتها الرسمية على موقع "إكس"، أوضحت أن هذه الإرشادات تأتي ضمن خطة شاملة لمواكبة الحشود المتدفقة إلى صحن المطاف، وحرصًا منها على تقديم تجربة روحانية متكاملة تقوم على مفاهيم السلامة والوقاية.

فمع الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، خاصة في أوقات الذروة، أصبحت السلامة الصحية للحاج أولوية قصوى لدى الجهات المعنية بشؤون الحرمين، مما استدعى إطلاق حملات توعية وتكثيف الرسائل الإرشادية المباشرة عبر المنصات الرقمية والميدانية.

من أبرز ما شددت عليه الهيئة، أهمية الحفاظ على الترطيب الجيد من خلال شرب كميات كافية من المياه على مدار اليوم، لا سيما قبل وأثناء أداء الطواف. فالماء عنصر أساسي لحماية الحجاج من الجفاف ومضاعفاته الخطيرة، وهو ما دفع إلى نشر نقاط توزيع مياه مبردة وأماكن مخصصة للاستراحة داخل المسجد الحرام وساحاته.

كما أوصت الحجاج بالتوقف عن الطواف وأخذ قسط من الراحة عند الشعور بالإرهاق، لتفادي الإجهاد الحراري، خاصة بين كبار السن والمرضى ومن يعانون من ظروف صحية مزمنة.

الإرشادات لم تتوقف عند الجانب الصحي فقط، بل امتدت لتشمل تنظيم حركة الحشود، حيث شددت الهيئة على ضرورة تجنب أماكن الازدحام داخل صحن المطاف حفاظًا على السلامة العامة وتيسير أداء الشعائر.

وأوضحت أن توزيع الحجاج على دفعات وفق الجداول الزمنية المعتمدة يساعد بشكل كبير في تقليل الكثافة وتفادي الزحام الذي قد يؤدي إلى حوادث التدافع أو الإرهاق البدني.

وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في بعض أيام الحج 45 درجة مئوية، نصحت الهيئة باستخدام المظلات الشمسية، واعتبرتها أداة بسيطة لكنها بالغة الأثر في الوقاية من ضربات الشمس، خصوصًا خلال فترات الظهيرة.

كما تمت الإشارة إلى أهمية ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة لتقليل فرص انتقال العدوى التنفسية، في ظل استمرار التحذيرات الصحية المتعلقة بالأمراض الموسمية، وتوفير الكمامات مجانًا في العديد من مداخل المسجد الحرام والمرافق الصحية التابعة له.

هذه الإرشادات تندرج ضمن حزمة من الإجراءات التوعوية والتنسيقية التي أطلقتها الهيئة بالتعاون مع وزارات الصحة والحج والداخلية، إلى جانب الجهات الأمنية والتنظيمية الأخرى.

وتُعدّ جزءًا من منظومة متكاملة تهدف إلى تقديم أفضل تجربة ممكنة لحجاج بيت الله الحرام، ترتكز على الجودة وسرعة الاستجابة وتحقيق الانسيابية التامة في حركة الأفراد داخل الحرم.

اللافت أن الهيئة لم تكتفِ بالتوجيهات العامة، بل وظفت التكنولوجيا الحديثة لدعم جهودها، من خلال تطبيقات رقمية ذكية مثل "نسك" و"توكلنا"، حيث يتم إرسال التنبيهات والتعليمات مباشرة للحجاج وفق موقعهم الجغرافي، ما يتيح توجيههم إلى المسارات الأنسب والأوقات الأقل ازدحامًا، وبالتالي تعزيز كفاءة التفويج داخل الحرم.

كما جرى استخدام شاشات توعوية موزعة في أرجاء المسجد الحرام لبث رسائل مرئية ونصائح وقائية بلغات متعددة، تأخذ بعين الاعتبار تنوع ثقافات الحجاج واختلاف خلفياتهم اللغوية، ما يرفع من مستوى الفهم والاستجابة للتعليمات.

وتعكس هذه الجهود مدى الحرص الرسمي على سلامة ضيوف الرحمن، إذ لم يعد الاهتمام مقتصرًا على الجانب التنظيمي فحسب، بل أصبح يشمل الصحة والوقاية النفسية والجسدية للحجاج، انطلاقًا من رؤية المملكة 2030 التي وضعت راحة الحاج وتيسير أداء المناسك على رأس أولوياتها.

ورغم الظروف المناخية الصعبة والضغط البشري الهائل الذي تشهده مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فإن الخدمات المقدمة تعكس درجة عالية من الجاهزية والاحترافية، وهو ما يظهر جليًا في سلاسة أداء المناسك هذا العام مقارنةً بالسنوات الماضية، في ظل التزام الحجاج بالإرشادات وتفاعلهم الإيجابي مع التوجيهات الرسمية.

ختامًا، فإن ما تقدمه الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين من إرشادات وقائية لا يُعد مجرد تعليمات بل هو ثمرة خبرات متراكمة وتجارب ميدانية طويلة، تهدف بالأساس إلى حفظ النفس وتيسير الشعيرة، ليعود الحاج إلى وطنه سالمًا وقد أدى مناسكه بكل يسر وأمان، في ضيافة وطنٍ جعل من خدمة الحرمين رسالةً ومسؤولية لا تتوقف.