فيما تتواصل تحركات الأندية السعودية في سوق الانتقالات الصيفية لاستقطاب أسماء لامعة من الدوريات الأوروبية، كشفت تقارير صحفية إسبانية عن اهتمام سعودي جاد بالتعاقد مع مدافع برشلونة الدنماركي أندرياس كريستنسن، وذلك في إطار سعي الأندية لتعزيز خطوطها الخلفية بعناصر ذات خبرة دولية عالية.
ووفقًا لما أوردته صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، فإن كريستنسن، البالغ من العمر 29 عامًا، أصبح من بين الأسماء المرشحة لمغادرة صفوف النادي الكتالوني هذا الصيف، بعد موسم اتسم بالتحديات، أبرزها سلسلة من الإصابات التي أثّرت على انتظام مشاركاته، قبل أن يعود تدريجيًا للتألق في نهاية الموسم تحت قيادة المدير الفني الجديد، الألماني هانزي فليك.
ورغم أن اللاعب لم يتلقّ حتى الآن أي عرض رسمي من أندية الدوري السعودي، إلا أن مصادر الصحيفة تؤكد وجود اهتمام ملموس، ما قد يُمهّد الطريق لمفاوضات جدية في الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل رغبة بعض الأندية في تعزيز دفاعاتها بأسماء تملك سجلاً مميزًا في البطولات الكبرى.
ويدخل هذا الاهتمام ضمن سياق سياسة التعاقدات النوعية التي تنتهجها أندية الدوري السعودي، والتي تتجه نحو لاعبين أصحاب مسيرة أوروبية قوية بإمكانهم إحداث تأثير مباشر داخل الملعب، فضلًا عن إضفاء بُعد عالمي على المنافسة المحلية، كما حدث في المواسم الأخيرة مع أسماء مثل كريستيانو رونالدو، وبنزيمة، وكانتي.
وبالعودة إلى وضع كريستنسن داخل برشلونة، يبدو أن النادي الكتالوني لا يُمانع في مناقشة عروض محتملة، خاصة أن اللاعب كان قد انضم إلى الفريق بصفقة انتقال حر قادمًا من تشيلسي، ما يعني أن أي عملية بيع له في هذا التوقيت ستُسجل كأرباح مالية صافية في دفاتر النادي، وهو ما يُعد أمرًا بالغ الأهمية في ظل الوضع المالي الحرج الذي يعيشه "البلوغرانا".
ومن المؤشرات الدالة على هذا التوجّه، أن كريستنسن يتقاضى راتبًا عاليًا، في وقت يتوفر فيه لدى الفريق عدد من البدائل الجاهزة في مركز قلب الدفاع، مثل أراوخو، كوندي، وإينيغو مارتينيز، مما يجعل خروجه خيارًا منطقيًا لإعادة التوازن المالي وضمان مساحة أكبر للمناورة في سوق الانتقالات.
لكن في الجهة المقابلة، لم يُبدِ المدافع الدنماركي حتى الآن رغبة واضحة في مغادرة "كامب نو". بل تشير بعض التقارير إلى أنه يفضل الاستمرار في برشلونة حتى نهاية عقده في صيف 2026، وهو ما يتوافق مع طموحاته الفنية، لا سيما إذا تمكن من كسب ثقة المدرب فليك خلال التحضيرات للموسم الجديد.
وربما يكون العامل الحاسم في مستقبل كريستنسن هو مشاركته الدولية، إذ يسعى اللاعب لضمان مقعد في تشكيلة منتخب بلاده خلال الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها بطولة كأس العالم 2026. وإذا ما شعر بأن فرصه في المشاركة الأساسية مع برشلونة ستكون محدودة، فقد يُعيد التفكير في مستقبله ويُنصت إلى العروض الخارجية، بما في ذلك القادمة من الدوري السعودي.
ويُعد كريستنسن من المدافعين الذين يجمعون بين الصلابة الدفاعية والرؤية التكتيكية، كما يملك خبرة كبيرة من اللعب في البريميرليغ مع تشيلسي، حيث تُوّج بدوري أبطال أوروبا، قبل أن يخوض تجربة جديدة في الليغا، كانت واعدة في بدايتها، لكنها تأثرت بالإصابات والمداورة المستمرة في التشكيلة الدفاعية.
وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين اللاعب وأحد الأندية السعودية، فإن الصفقة قد تُشكّل إضافة كبيرة لدوري روشن السعودي، وتُعزز من جاذبيته العالمية، خصوصًا مع استمرار النهج التوسعي في استقطاب نجوم الصف الأول من الملاعب الأوروبية.
وبين رغبة الأندية السعودية في تدعيم الصفوف، ومرونة برشلونة في التعامل مع ملف البيع، يقف كريستنسن على مفترق طرق حاسم، قد يُحدد ملامح مرحلته القادمة سواء داخل القارة العجوز أو في ملاعب الشرق الأوسط، حيث تترقب الجماهير كل جديد في هذا الملف، الذي قد يشهد تطورات مهمة في الأيام القليلة القادمة.