أعلن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي رسمياً عن ضم اللاعب الدولي الجزائري ريان آيت نوري، قادماً من نادي وولفرهامبتون، في صفقة انتقال من العيار الثقيل تهدف إلى تدعيم الخط الخلفي للفريق خلال المرحلة المقبلة، الصفقة، التي تم التفاوض بشأنها بدقة بين الأطراف المعنية، شملت التوصل إلى اتفاق مالي وتعاقدي شامل بين الناديين واللاعب، ما مهّد الطريق أمام توقيع رسمي لعقد طويل الأمد، وبموجب هذا العقد، سيرتدي آيت نوري قميص مانشستر سيتي لمدة خمس سنوات كاملة، ما يضمن بقاءه ضمن صفوف الفريق حتى صيف عام 2030، في خطوة تُعد استراتيجية بكل المقاييس في ظل استعدادات النادي للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025.

ويأتي انضمام آيت نوري في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة لمانشستر سيتي، الذي يسعى إلى تعزيز تشكيلته بعناصر شابة وموهوبة قادرة على المساهمة بفعالية في المحافظة على الإنجازات التي حققها الفريق خلال المواسم الماضية، سواء على الصعيد المحلي أو القاري. ويُعتبر آيت نوري من أبرز الأسماء الصاعدة في مركز الظهير الأيسر، حيث أظهر تطوراً لافتاً في مستواه خلال فترة لعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز مع وولفرهامبتون، مما لفت أنظار العديد من الأندية الكبرى، إلا أن مانشستر سيتي استطاع حسم الصفقة لصالحه بعد مفاوضات ناجحة ومكثفة.

وعقب الإعلان عن توقيعه الرسمي، حرص اللاعب على توجيه رسالة خاصة لجماهير الفريق الجديد عبر حسابات النادي الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر من خلالها عن سعادته الغامرة بالانضمام إلى أحد أكبر الأندية في العالم، مؤكدًا أن هذه اللحظة تمثل فخراً كبيراً له ولعائلته، وأضاف أنه يتطلع بشوق بالغ للانضمام إلى المجموعة والمشاركة في التدريبات والاستعدادات، وصولاً إلى خوض المباريات الرسمية أمام جمهور السيتي، الذي وصفه بالحماسي والمخلص، كما أشار آيت نوري إلى أن انضمامه للفريق يمثل فرصة ذهبية لإثبات نفسه على مستوى عالٍ من التنافس، مؤكدًا عزمه على تقديم كل ما بوسعه من أجل مساعدة الفريق على تحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف البطولات.

ومن الملفت في حديث اللاعب، إشارته إلى تواصله مع نجم الفريق السابق، الدولي الجزائري رياض محرز، الذي نصحه ببذل كل ما لديه من جهد لصالح مانشستر سيتي، واصفًا النادي بأنه الأكبر في العالم، هذه الكلمات كان لها وقع معنوي كبير على آيت نوري، إذ أكدت له عظمة النادي الذي ينضم إليه وأهمية العمل الجاد للحفاظ على مكانته بين صفوفه، وتُعتبر هذه الإشارة من آيت نوري بمثابة امتداد للروح الجزائرية التي ساهمت في نجاحات مانشستر سيتي سابقًا، لا سيما خلال فترة محرز التي تخللتها بطولات محلية وقارية مميزة.

وقد تفاعل جمهور مانشستر سيتي بشكل واسع مع إعلان الصفقة، حيث عجّت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل الترحيب والإشادة بخطوة إدارة النادي الذكية في التعاقد مع لاعب بمواصفات فنية وشخصية عالية، كما عبّر عدد من المحللين الرياضيين عن إعجابهم بخيارات الفريق في سوق الانتقالات، مؤكدين أن آيت نوري يمتلك القدرة على التطور أكثر تحت إشراف المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي يُعرف بقدرته على صقل المواهب وتحويل اللاعبين الشباب إلى نجوم عالميين.

وفي السياق نفسه، يرى عدد من المتابعين أن هذه الصفقة تؤكد مجددًا رؤية مانشستر سيتي البعيدة المدى، والتي تقوم على تعزيز العمق الفني للفريق من خلال ضم عناصر قادرة على التأقلم مع فلسفة اللعب القائمة على الاستحواذ والهجوم المنظم، ومن المتوقع أن يبدأ آيت نوري رحلته مع الفريق خلال فترة التحضير للموسم الجديد، حيث سيخضع للتقييم الفني والتكتيكي من قبل الجهاز الفني، في ظل المنافسة المحتدمة داخل المجموعة على المراكز الأساسية، خصوصًا في مركز الظهير الذي يشهد تنافساً بين عدد من الأسماء البارزة.

أما على صعيد المنتخب الجزائري، فمن المنتظر أن تعزز هذه الصفقة مكانة آيت نوري الدولية، خصوصًا وأن مشاركته في نادٍ من حجم مانشستر سيتي من شأنها أن ترفع من مستواه البدني والفني، وتزيد من خبرته في التعامل مع المباريات الكبرى، وهو ما سينعكس إيجاباً على أدائه رفقة "الخضر" في المحافل القارية والدولية المقبلة، وتُعد هذه الخطوة إحدى أبرز الانتقالات التي يشهدها اللاعبون الجزائريون في السنوات الأخيرة، وقد تفتح المجال أمام مزيد من الأسماء الشابة لخوض تجارب احترافية مماثلة في أكبر الأندية الأوروبية.

في المحصلة، يمكن القول إن مانشستر سيتي أظهر مجددًا قدرته على استقطاب لاعبين مميزين من مختلف الجنسيات والخلفيات، في إطار استراتيجيته المتواصلة نحو التميز الرياضي والمنافسة على جميع البطولات، بينما يجد آيت نوري نفسه أمام تحدٍ جديد ومثير يتطلب منه الكثير من الجهد والإصرار لإثبات أحقيته بثقة النادي والجمهور، في واحدة من أهم محطات مسيرته الكروية حتى الآن.