في تعاملات الأربعاء المبكرة، شهدت أسواق الطاقة والمعادن تحركات متباينة عكست حالة الترقب والقلق التي تسود الأسواق العالمية قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية ووسط متابعة دقيقة لنتائج المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، إذ سجلت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا بينما واصل الذهب صعوده كملاذ آمن للمستثمرين.
تراجعت أسعار النفط بفعل استمرار ضعف الطلب من الصين، ثاني أكبر مستهلك للخام عالميًا، إلى جانب الزيادة التدريجية في إنتاج تحالف "أوبك+"، الأمر الذي ساهم في الضغط على الأسواق. وسجل خام برنت تراجعًا بلغ 24 سنتًا ليستقر عند مستوى 66.63 دولار للبرميل، في حين فقد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 21 سنتًا ليصل إلى 64.77 دولار للبرميل، في ظل مناخ يتسم بالحذر والترقب.
في المقابل، صعدت أسعار الذهب بنسبة 0.5% لتبلغ 337.99 دولار للأوقية في المعاملات الفورية، كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب إلى 3359.20 دولار، وسط إقبال متزايد من المستثمرين على الأصول الآمنة، مدفوعًا بالغموض الذي يحيط بنتائج محادثات التجارة الجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تعيد رسم ملامح العلاقات الاقتصادية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
ويُعوّل المستثمرون على صدور بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية خلال الساعات المقبلة للحصول على إشارات دقيقة حول مسار السياسة النقدية الأمريكية ومستقبل أسعار الفائدة، في ظل توقعات بتأثير تلك البيانات على تحركات الأسواق العالمية. ويُنتظر أن تحدد هذه المؤشرات مدى ميل الاحتياطي الفيدرالي لتبني سياسات أكثر تشددًا أو الحفاظ على توجهاته الحالية.
في سياق المحادثات التجارية، أفاد مسؤولون من الجانبين الأمريكي والصيني بأنهم توصلوا إلى إطار عمل أولي يُمهد الطريق لتمديد الهدنة التجارية، مع الاتفاق على إزالة بعض القيود التي تفرضها بكين على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وذلك عقب مفاوضات امتدت يومين في العاصمة البريطانية لندن، وسط مساعٍ لحشد دعم رؤساء الدولتين للمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق.