وزارة البيئة والمياه والزراعة
تحذير عاجل لـ"مربي الإبل".. "الزراعة" تشدد: لا تتهاونوا مع هذه "العلامات الخطيرة"
كتب بواسطة: فاتن حامد |

وجهت إدارة الإرشاد الزراعي بوزارة البيئة والمياه والزراعة تحذيرًا مهمًا لمربي الإبل، مشددة على ضرورة الانتباه إلى أي تغيرات صحية تطرأ على الإبل، وعدم التهاون في استشارة الطبيب البيطري، خاصة عند ملاحظة أعراض غير طبيعية أو تأخر في الحمل، لما لذلك من تأثير مباشر على صحة الحيوان وجودة الإنتاج.

وأكدت الإدارة، عبر منشور توعوي نشرته في حسابها الرسمي على منصة "إكس"، أن التشخيص المبكر لأي حالة مرضية يساهم بشكل كبير في الحد من المضاعفات، ويمنع تطور الحالات إلى مراحل متقدمة يصعب علاجها، مما يحافظ على صحة القطيع ويقلل من الخسائر الاقتصادية على المربين.

وشددت الوزارة على أن بعض الأعراض قد تبدو بسيطة في بدايتها، مثل التغيرات السلوكية أو قلة النشاط أو الامتناع عن الأكل، لكنها قد تكون مؤشرات مبكرة على أمراض خطيرة، موضحة أن عدم التعامل مع هذه العلامات بحذر ومسؤولية قد يؤدي إلى تفشي المرض في القطيع بأكمله.

وأشارت الإدارة إلى أن تأخر الحمل لدى الإبل قد يكون ناتجًا عن أسباب صحية أو تغذوية أو بيئية، ما يستوجب تدخل الطبيب البيطري فورًا لتحديد السبب ووضع خطة علاجية مناسبة، خاصة أن الإنتاج المرتبط بالتكاثر يمثل ركيزة أساسية في اقتصاديات تربية الإبل.

وأضافت أن هناك حالات مرضية لا تظهر على شكل أعراض واضحة، وإنما تكتشف فقط عبر الفحوصات البيطرية المنتظمة، ما يجعل دور الطبيب البيطري أساسيًا في متابعة الحالة الصحية للإبل، وليس فقط في حال وجود مرض ظاهر، بل كإجراء وقائي دائم.

وبيّنت الوزارة أن بعض المربين يكتفون بالعلاج التقليدي أو انتظار زوال الأعراض من تلقاء نفسها، وهو ما وصفته بأنه من الأخطاء الشائعة في قطاع تربية الإبل، إذ قد يتسبب هذا السلوك في تفاقم الحالة المرضية وانتشار العدوى داخل الحظائر.

وأكدت الإدارة أن الإبل حيوانات ذات طبيعة حساسة وتتطلب رعاية صحية دقيقة، وأن المراقبة المستمرة ومتابعة التغيرات الفسيولوجية والسلوكية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من التربية الحديثة المبنية على أسس علمية وصحية.

ودعت مربي الإبل إلى تسجيل تاريخ الحالات الصحية لكل رأس من الإبل، بما في ذلك التطعيمات، والتغيرات الموسمية، والحمل، والولادة، لأن هذه البيانات تسهل على الطبيب البيطري سرعة التشخيص ووضع البروتوكول العلاجي الملائم.

كما أوضحت أن الوزارة توفر عددًا من البرامج البيطرية والإرشادية المجانية أو منخفضة التكلفة، لدعم مربي المواشي ومن ضمنهم مربو الإبل، وذلك ضمن مبادراتها المستمرة لتعزيز صحة الثروة الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي.

ونوهت الإدارة إلى أن التأخير في استدعاء الطبيب البيطري عند ظهور علامات الخطر لا يؤثر فقط على الحالة الفردية للحيوان، بل قد يتسبب في انتشار العدوى داخل المزرعة، خاصة في حالات الأمراض الفيروسية أو الطفيلية التي تنتقل بسهولة بين الحيوانات.

وشددت الوزارة على أهمية التوعية المستمرة لمربي الإبل، من خلال البرامج الإرشادية وورش العمل والمواد المرئية والمقروءة، مشيرة إلى أنها تسعى لتغيير الثقافة السائدة بشأن التعامل مع الحالات المرضية وتحفيز المربين على اتخاذ إجراءات وقائية مستمرة.

كما دعت الإدارة العامة للإرشاد الزراعي إلى تعاون أكبر من الجمعيات الأهلية والرعاة والمربين في نقل الرسائل التوعوية، ورفع مستوى الوعي الصحي بين مختلف فئات مربي الثروة الحيوانية، بما في ذلك مربي الإبل في البوادي والمناطق الطرفية.

وأكدت الوزارة أنها لن تتوانى في تقديم الدعم الفني والإرشادي اللازم لكل مربي يهتم بتطبيق الممارسات السليمة في إدارة صحية للإبل، مشيرة إلى أن التعاون بين الوزارة والمربين هو السبيل الأمثل لتحقيق استدامة القطيع ورفع كفاءته الإنتاجية.

وفي ختام رسالتها، شددت الوزارة على أن الطبيب البيطري ليس مجرد جهة علاجية، بل شريك استراتيجي في حماية الثروة الحيوانية، داعية إلى تغيير النظرة التقليدية تجاهه، واعتماد ثقافة "التدخل المبكر" بدلًا من سياسة "رد الفعل بعد وقوع الضرر".