صحة القلب
استشاري يتوجه ب8 نصائح أساسية للحفاظ على صحة القلب
كتب بواسطة: محمد خالد |

أكد الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، أن الحفاظ على صحة القلب ليس أمراً عشوائياً، بل يرتكز على مجموعة محددة من القواعد الثابتة التي أثبتت الأبحاث العلمية أهميتها. وأوضح النمر أن هذه الأركان الثمانية تشكل منظومة متكاملة تساهم في الوقاية من أمراض القلب وتخفيف عوامل الخطورة المرتبطة بها.

وبيّن النمر عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس» أن أولى الركائز تتعلق بالنظام الغذائي اليومي، مشيراً إلى أن اعتماد نمط تغذية متوازن يرتكز على الفواكه الطازجة والخضراوات والحبوب الكاملة، مع تقليص استهلاك السكريات المكررة واللحوم المصنعة، يعد الخطوة الأولى نحو قلب أكثر صحة.

وأضاف أن ما يختاره الفرد ليكون على مائدته ينعكس بشكل مباشر على مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية وسكر الدم، وهو ما يلعب دوراً حيوياً في حماية الشرايين من الترسبات الضارة. ولفت إلى أن الكثيرين يظنون أن تغيير العادات الغذائية أمر صعب، لكن الالتزام التدريجي يحدث فرقاً حقيقياً على المدى الطويل.

وفيما يتعلق بالنشاط البدني، أوضح النمر أن ممارسة الرياضة بانتظام ليست ترفاً بل ضرورة، موصياً بما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين الهوائية المعتدلة مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة. وأشار إلى أن هذا المستوى من النشاط البدني يساهم في تقوية عضلة القلب وتحسين الدورة الدموية بشكل عام.

وأشار إلى أن الامتناع التام عن النيكوتين يأتي في مقدمة هذه الأركان الثمانية، مبيناً أن التدخين بكافة أشكاله، سواء السجائر أو الشيشة أو أجهزة التدخين الإلكترونية، يعد عاملاً رئيسياً في تسريع أمراض الشرايين التاجية وزيادة مخاطر الجلطات القلبية والدماغية.

وأوضح أن الدراسات تؤكد أن التوقف عن التدخين يحقق فوائد صحية واضحة منذ الأسابيع الأولى، حيث يبدأ الجسم في استعادة كفاءة الرئتين والدورة الدموية، وتقل تدريجياً فرص الإصابة بالنوبات القلبية مع مرور الوقت.

ولفت النمر إلى أهمية النوم الكافي والصحي، مؤكداً أن النوم الليلي بمعدل يتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يتيح للقلب فرصة التعافي وإعادة تنظيم إيقاعه الحيوي. وحذر من أن الحرمان المزمن من النوم يرتبط بزيادة ضغط الدم وتفاقم الالتهابات داخل الشرايين، ما يعزز مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وفيما يخص مؤشر كتلة الجسم، أكد أن الحفاظ على وزن صحي يعد من أهم عوامل الوقاية، موضحاً أن المؤشر المثالي يقع بين 18.5 و24.9. وبيّن أن تجاوز هذا النطاق يزيد من احتمالية تراكم الدهون على جدران الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكر.

كما شدد النمر على ضرورة متابعة مستويات السكر في الدم بانتظام، لافتاً إلى أن معدل السكر التراكمي الطبيعي يجب أن يكون أقل من 5.7%، مبيناً أن ارتفاع هذا المعدل يعكس ضعف السيطرة على مستويات الجلوكوز، ما يؤدي على المدى الطويل إلى أضرار على الأوعية الدموية الدقيقة والكبيرة.

وتطرق إلى مستويات الكوليسترول الضار LDL، مشيراً إلى أهمية إبقائه تحت حاجز 100 ملغ/ديسيلتر. وقال إن الارتفاع المستمر في نسب الكوليسترول الضار يؤدي إلى ترسبات دهنية داخل الشرايين، مما يسبب انسدادها ويهدد بتطور الذبحة الصدرية والجلطات المفاجئة.

وأضاف أن المتابعة الطبية والفحوص الدورية تساعد على رصد أي زيادة في الكوليسترول مبكراً، ما يمنح فرصة التدخل العلاجي سواء عبر تعديل النظام الغذائي أو استخدام الأدوية الخافضة للدهون عند الحاجة.

أما بخصوص ضغط الدم، فقد بيّن النمر أنه ينبغي الحفاظ على المعدل الطبيعي، بحيث يكون أقل من 120/70 ملم زئبق ولا يقل عن 100/60، لافتاً إلى أن ارتفاع الضغط بشكل مزمن يعد من أخطر العوامل المسببة لتلف الأوعية الدموية وتسارع الشيخوخة المبكرة للقلب.

وحث النمر على تعزيز الوعي الصحي لدى الأفراد بشأن أهمية تبني هذه الأركان الثمانية، مشيراً إلى أن الالتزام بها يساهم في تقليل معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية بنسبة كبيرة، وهو ما تؤكده نتائج الدراسات الوبائية واسعة النطاق.

واختتم حديثه بالتشديد على أن التغييرات البسيطة في نمط الحياة، مثل تحسين جودة الغذاء، وزيادة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين، والمتابعة الطبية المنتظمة، تظل حجر الأساس للوقاية الفعّالة من أمراض القلب، لافتاً إلى أن صحة القلب مرآة لخياراتنا اليومية.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار