أسدل الستار رسميًا على تجربة المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله مع نادي الهلال السعودي، بعد انتهاء فترة الإعارة القصيرة التي قضاها مع الفريق خلال منافسات بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث لم تُكتب لهذه المغامرة أن تمتد أكثر من حدود البطولة العالمية، التي خرج منها الزعيم مبكرًا.
وكان حمدالله قد انضم إلى صفوف الهلال في خطوة مفاجئة ومؤقتة، جاءت كرد فعل سريع من إدارة النادي لتدارك أزمة الإصابات المفاجئة التي ضربت خط هجوم الفريق، بعد تعرض الثنائي الأساسي ألكسندر ميتروفيتش وصالح الشهري للإصابة قبل انطلاق البطولة بأيام قليلة.
وتحركت إدارة الهلال في وقت قياسي لإتمام الصفقة، حيث جاء التعاقد مع حمدالله من نادي الشباب على سبيل الإعارة، لتأمين بديل هجومي قادر على تعويض الغيابات، والمساهمة في مشوار الفريق نحو المنافسة على اللقب العالمي الذي طالما حلم به عشاق الهلال.
وقد بدأت الصفقة بشكل رسمي في الثاني من يوليو الجاري، وسط اهتمام إعلامي كبير ومتابعة جماهيرية واسعة، خاصة مع الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب المغربي في الملاعب السعودية، نظرًا لتاريخه الحافل مع عدة أندية محلية، أبرزها النصر والاتحاد.
ورغم أن الصفقة حملت طابع الطوارئ، إلا أنها أثارت جدلًا واسعًا بين الجماهير، بين من رأى أنها خطوة موفقة لسد الفراغ الهجومي المؤقت، ومن اعتبرها خيارًا محدود الفائدة في ظل قصر مدة التعاقد، وعدم قدرة اللاعب على الانسجام الكامل مع الفريق في وقت قصير.
وقد ودع الهلال البطولة بعد خسارته أمام فلومينينسي البرازيلي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في اللقاء الذي جمع الفريقين ضمن منافسات الدور ربع النهائي، وهو ما عنى نهاية سريعة لمشاركة الزعيم، وبالتالي نهاية تلقائية لتجربة حمدالله التي لم تُتح لها الفرصة للتألق.
ولم تُتح الفرصة الكاملة لحمدالله لإثبات قدراته أو ترك بصمة واضحة مع الهلال، حيث اقتصرت مشاركته على فترة قصيرة جدًا، في ظل ضغط المباريات وعدم وجود فترة إعداد كافية تسمح له بالاندماج في المنظومة الفنية للفريق بقيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس.
وكانت الجماهير الهلالية تأمل أن يكون لحمدالله دور أكبر في ترجيح كفة الفريق هجوميًا خلال البطولة، خاصة لما يمتلكه من حس تهديفي عالٍ وخبرة طويلة في الملاعب الآسيوية والعربية، غير أن التوقيت الضيق وخصمًا بحجم فلومينينسي لم يمنحاه الفرصة الكاملة للتألق.
ومع انتهاء مشوار الهلال في كأس العالم للأندية، عادت الأمور إلى نصابها الطبيعي، حيث عاد حمدالله إلى ناديه الأصلي الشباب، ليطوي صفحة قصيرة من مسيرته الكروية، وسط تساؤلات عديدة حول جدوى الصفقة ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها.
وتمثل هذه التجربة واحدة من الحالات النادرة التي يضم فيها نادٍ لاعبًا لبطولة واحدة فقط دون نية التمديد، وهو ما يعكس مدى حساسية المرحلة وحجم التحدي الذي كان يواجه الهلال في سبيل استكمال مشواره العالمي دون مهاجميه الأساسيين.
وعُرف عن حمدالله قدرته العالية على اقتناص الفرص وتسجيل الأهداف الحاسمة، إذ يُعد من أكثر اللاعبين الأجانب تسجيلًا في تاريخ الدوري السعودي، وقد حصد عدة جوائز فردية أبرزها لقب هداف الدوري مع النصر، مما جعله دائمًا محط أنظار الأندية الكبرى.
ولكن مع ذلك، لم تثمر تجربته مع الهلال عن أي إنجاز ملموس، في ظل الخروج المبكر للفريق، ليبقى اسمه جزءًا من قصة قصيرة لم يُكتب لها أن تنمو، ولا أن تكتمل كما كانت تطمح الإدارة والجماهير معًا.
وتطرح هذه الصفقة تساؤلات حول مدى جدوى التعاقدات المؤقتة في البطولات الكبيرة، خصوصًا عندما تكون مدة الإعداد معدومة، وحجم المنافسة عاليًا، مما قد يحول دون استفادة الأندية من اللاعبين الجدد بشكل فعّال ومباشر.
ورغم أن كثيرين يرون أن الصفقة لم تُحدث الفارق المنشود، فإن هناك من يعتبر أن التعاقد مع حمدالله كان الخيار المتاح الأنسب في ظل ظروف طارئة، حيث لم يكن من السهل التعاقد مع لاعب جاهز وقادر على الدخول مباشرة في تشكيلة البطولة.
وبانتهاء هذه التجربة القصيرة، يعود الهلال إلى ترتيب أوراقه من جديد تحضيرًا للموسم المقبل، الذي ينتظره بعدة تحديات محلية وقارية، وسط آمال باستعادة اللاعبين المصابين وتعزيز الصفوف بتعاقدات استراتيجية طويلة الأمد.
أما حمدالله، فسيعيد تقييم وضعه الفني مع الشباب، في وقت بدأت فيه التكهنات مجددًا حول مستقبله، خاصة مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، حيث لا يُستبعد أن يكون في دائرة اهتمام عدة أندية تسعى لتعزيز قدراتها الهجومية بلاعب من طرازه.
ومع خروج الهلال من البطولة العالمية، انخفضت حرارة المشهد الرياضي مؤقتًا، غير أن الجماهير السعودية ما زالت تترقب ما ستسفر عنه الأيام القادمة، سواء من ناحية التعويض أو من خلال قرارات إدارية جديدة قد تعيد رسم خريطة الفريق في المستقبل القريب.