وفّق نادي الاتحاد في التفاوض مع الدولي الفرنسي الشاب ريان شرقي لاعب ليون الملقب بالساحر قبل انتقاله إلى مانشستر سيتي لكنه غاب في اللحظة الأخيرة بسبب صراحتين حاسمتين من المدير الرياضي رامون بلانيس وفق ما كشفه الإعلامي هتان النجار.
قال النجار إن اللاعب البالغ من العمر 21 عامًا تلقى عرضًا مغريًا من الاتحاد خلال سوق الانتقالات الشتوي الماضي وقد منح موافقته الأولية، إلا أن بلانيس أوضح له أن فرص مشاركته كأساسي ستكون محدودة.
تكرار هذه الصراحة كان كافيًا لأن يراجع شرقي قراره ويعيد النظر في خياراته، فبدل التوقيع للعميد طرح علي نفسه خيارًا أوروبيا قبل أن يحسم وجهته نحو مانشستر سيتي هذا الصيف.
من جهة أخرى أكّد النجار أن مانشستر سيتي حسم صفقة نجم ليون مقابل حوالي 36 مليون يورو بعقد يمتد خمس سنوات حتى صيف 2030، وقد أعلن النادي الإنجليزي التوقيع رسميًا قبل أيام.
ريان شرقي معروف بإمكاناته الفنية الكبيرة ولعبه عدة مواسم في وسط ليون، ما جذب أنظار العملاق الإنجليزي إليه ودفعت الاتحاد لنقله للمنافسة داخل الدوري السعودي.
وأشار الإعلامي إلى أن خطوة بلانيس رغم صعوبتها إلا أنها قدمت واقعًا واضحًا للاعب، وهو الأمر الذي كان قد يغيب لو تابع عرض الاتحاد دون وضوح.
وكانت جماهير الاتحاد شغوفة بتوقيعه خصوصًا مع توجه الأندية السعودية لاستقطاب وجوه شابة ذات قدرات منخفضة السن وإمكانات تطورية، لكن التردد أعاد الملف إلى الإطار الأوروبي.
ويعتبر تعاقد مانشستر سيتي مع شرقي ضمن تحركات استراتيجية لتجديد شاب متوسط الدفاع وضمه لمشروع طويل الأمد، كما أنه يأتي ضمن صفقة ضخمة بعد صفقات أخرى في نافذة الصيف.
وفي الوقت الذي يظن فيه البعض أن فشل الصفقة كان خسارة إدارية، يرى محللون أن البراغماتية التي أبدتها إدارة الاتحاد تُعد مؤشرًا للتخطيط الواقعي في ظل كثافة النجوم.
ويتابع المراقبون خطوة اللاعبين الشباب حديثي الانتقال إلى الدوري السعودي والتركيز أصبح الآن على اختيارات بعيدة المدى لا مؤقتة وأقل مخاطرة مقارنة بالعروض الأوربية.
ومع بقاء ملف شرقي في ذاكرة الجماهير، فإن المسؤولين داخل النادي سيكون أمامهم تحدٍ في استقطاب لاعب قادر على أن يكرر حالة النجم الفرنسي بفعل صغر العمر والخبرة الفنية.
الآن وبعد الإغلاق الكبير للانتقالات في أوروبا يغدو التركيز على سوق الدوري السعودي حيث تُعد الموارد محددة ولكن الطموح التنافسي في الصفقات الشتوية والسياسية يعزز من الأهمية المحلية لتعاقدات مثل هذه.
رغم أن مانشستر سيتي حصد لاعبًا متميزًا، فإن فشله في ضم شرقي للاتحاد أعاد النقاش إلى المكان المناسب: هل يفضل اللاعبون غالبًا الانتقال إلى أوروبا أم العودة للدوري المحلي وجماهيره؟
ختامًا، يبقى درس بلانيس واضحًا في السوق، حيث الشفافية والقرار الصريح قد تمنع أخطاء مستقبلية وتظهر احترامًا لنظام الدوري السعودي ولجمهوره الذي ينظر للصفقات بنظرة تطور وليست مبالغة دعائية.