وزارة الحج والعمرة
"فريق السعادة".. مبادرة تُحوّل مشاعر الحجاج إلى لحظات لا تُنسى
كتب بواسطة: ليلى فهد |

في إطار سعيها المستمر لإثراء تجربة ضيوف الرحمن والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، تواصل وزارة الحج والعمرة تنفيذ العديد من المبادرات النوعية التي تتجاوز المفهوم التقليدي للخدمة، لتلامس عمق المشاعر الإنسانية وتترك أثرًا دائمًا في نفوس الحجاج، ومن أبرز هذه المبادرات برنامج "فريق السعادة"، الذي يجسد رؤية المملكة في تقديم تجربة روحانية استثنائية.

ويأتي هذا البرنامج كإحدى المبادرات الرائدة ضمن منظومة متكاملة لتحسين تجربة الحاج، حيث يعمل عبر 600 أخصائي متخصص، يقومون بتنظيم فعاليات متنوعة، وإدخال البهجة في قلوب الحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض، في مشهد يعكس روح الضيافة السعودية وعمق البعد الإنساني في خدمة زوار بيت الله الحرام، وفق ما نقلته "العربية".

وأكد محمد ساعاتي، مدير عام الإدارة العامة لتحسين تجربة المستفيدين بوزارة الحج والعمرة، أن برنامج "فريق السعادة" لا يقتصر على تحسين الخدمات من الناحية اللوجستية أو الإجرائية، بل يستهدف الوصول إلى جوهر التجربة الإنسانية التي يمر بها الحاج، عبر التعامل مع مشاعره، وتقديم الدعم النفسي، وترك أثر إيجابي مستدام.

وأضاف: "نحن لا نؤمن فقط بأهمية تلبية احتياجات ضيوف الرحمن، بل نؤمن بضرورة أن نخلق لهم تجربة عظيمة لا تُنسى.

لهذا نركز على الانطباعات، لأن ما يبقى بعد الحج ليس فقط الصورة أو الحدث، بل المشاعر التي عاشها الحاج، والدفء الذي شعر به، والابتسامة التي استقبلته".

وأوضح ساعاتي أن فريق السعادة يعمل ضمن عدة مسارات متكاملة، من أبرزها "إدارة العواطف"، حيث يتم امتصاص الغضب أو الانزعاج في حال وجود أي شكاوى من الحجاج، والتعامل معها بحكمة وهدوء، وتحويل لحظات الانزعاج إلى تجارب إيجابية تُعزز الشعور بالطمأنينة والرضا.

ويشمل البرنامج أيضًا مسارات ذات طبيعة إنسانية متقدمة مثل "جولات الإسعاف"، والتي تتعامل مع حالات إنسانية حساسة مثل الولادة المفاجئة بين الحجاج، أو التدخل لعلاج الحالات الصحية الطارئة، وكل ذلك يتم بإشراف طواقم مدربة تجمع بين الكفاءة الطبية والذكاء العاطفي في التعامل.

ومن المسارات المتميزة كذلك، "تحويل الذكريات السلبية إلى إيجابية"، حيث يعمل الفريق على إعادة صياغة التجربة لدى الحاج الذي قد يمر بموقف غير سار، عبر العناية به، والحرص على تزويده بخدمة تعويضية أو لمسة إنسانية تُبدل انطباعه، وتعيد له البهجة التي يستحقها في هذه الرحلة الإيمانية.

كما يشمل البرنامج "مسار الرعاية العاجلة والتدخل السريع"، الذي يتدخل عند الحاجة لتقديم حلول فورية في المواقع التي تشهد ضغطًا أو طوارئ إنسانية، سواء بالتنسيق مع الجهات الصحية، أو بتوفير الدعم المعنوي والنفسي، وهو ما يعكس قدرة الفريق على التفاعل السريع والاستباقي مع احتياجات الحجاج.

ويأتي هذا البرنامج ليعكس بوضوح التحول النوعي في فلسفة خدمة الحجاج، حيث لم تعد المهمة مجرد تسهيل إجراءات أو إدارة حشود، بل أصبحت مسؤولية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة الروحية والوجدانية لضيوف الرحمن، ضمن بيئة آمنة ومطمئنة وإنسانية.

ويُعد برنامج "فريق السعادة" جزءًا من مشروع أكبر تبنّته الوزارة ضمن رؤية المملكة 2030، لتعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة في تقديم خدمات الحج والعمرة، وخلق نموذج يُحتذى به عالميًا في رعاية الحشود الدينية بأسلوب حضاري وإنساني متكامل.

هذا التحول الذي تقوده وزارة الحج والعمرة لم يكن ليحدث لولا التوجيهات المباشرة من القيادة الرشيدة، التي أولت خدمة الحاج أهمية قصوى، إدراكًا لمكانة هذه الشعيرة وحق كل حاج في أن يعيش تجربته الإيمانية في أفضل الظروف، وعلى أعلى المستويات من الرعاية والتقدير.

وفي ظل تزايد أعداد الحجاج سنويًا، تبدو هذه المبادرات النوعية ضرورة ملحّة، تؤكد أن المملكة لا تكتفي بإدارة أعداد هائلة من الزوار، بل تسعى إلى أن يكون كل حاج في قلب الاهتمام، ويعود إلى بلده محمّلًا بتجربة روحانية، وإنسانية، وثقافية لا تُنسى.