في إطار الاستعدادات المكثفة التي تقوم بها المملكة لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، أكدت المديرية العامة للدفاع المدني جاهزيتها العالية، من خلال تنفيذ خطط شاملة ومتدرجة تشمل الإشراف الوقائي، والانتشار الميداني، والتدخل السريع، ومراقبة الأداء لحظة بلحظة، في مشهد يعكس مستوى الجدية والاحترافية في إدارة الحشود الكبرى.
وأوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني، العقيد محمد الحمادي، أن خطط الدفاع المدني التي يجري تنفيذها تباعًا تهدف إلى توفير أعلى درجات الحماية والسلامة للحجاج، من خلال تكامل الجهود الميدانية والتقنية والرقابية، وذلك في سياق منظومة وطنية تعمل على مدار الساعة.
وقال الحمادي، خلال لقاء متلفز عبر قناة "الإخبارية"، إن فرق الدفاع المدني كثّفت الجولات الميدانية وعمليات الإشراف الوقائي على مخيمات الحجاج، مؤكدًا أن هذه الجولات مستمرة دون انقطاع، وتشمل الكشف على إجراءات السلامة، ومطابقة التجهيزات لمعايير الوقاية، ومتابعة مدى التزام المخيمات بالإجراءات المعتمدة.
وأضاف أن الخطة التي وضعتها المديرية العامة للدفاع المدني تأخذ بعين الاعتبار جميع السيناريوهات المحتملة، وتقوم على مبدأ "الاستباق والتأهب"، من خلال رفع جاهزية الفرق الميدانية المنتشرة في جميع محاور الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، وخاصة مشعر منى، الذي يشهد كثافة حجاجية عالية خلال أيام التشريق.
وأشار إلى أن فرق التدخل السريع تمركزت في النقاط الحيوية، والطرق ذات الكثافة المرتفعة، لضمان سرعة الاستجابة لأي طارئ – لا قدر الله – مؤكداً أن هذه الفرق مجهزة بأحدث المعدات والآليات، وتضم كوادر مدربة ذات كفاءة عالية في التعامل مع الحالات الطارئة بمختلف أنواعها.
وبيّن أن مركز القيادة والتحكم يتابع مؤشرات الأداء بشكل لحظي، ويعمل على تنسيق الجهود بين جميع الفرق والوحدات الميدانية، بما يضمن انسيابية العمل وسرعة اتخاذ القرار، ومواكبة المتغيرات التي قد تطرأ أثناء تنفيذ المناسك.
وأكد العقيد الحمادي أن خطة الدفاع المدني لموسم الحج تم إعدادها بعناية فائقة، وبناءً على دراسات ميدانية وتحليل للبيانات السابقة، إلى جانب الاستفادة من التجارب الدولية والممارسات الفضلى في إدارة الحشود، مبينًا أن عناصر السلامة تتصدر أولويات العمل في كل مرحلة من مراحل تنفيذ الخطة.
ونوّه إلى أن العمل لا يقتصر فقط على الجانب الوقائي، بل يشمل أيضًا التوعية والتثقيف، حيث تنفذ المديرية حملات موجهة للتعريف بإجراءات السلامة في المخيمات، وكيفية التصرف في حالات الطوارئ، إلى جانب توزيع نشرات إرشادية بعدة لغات لضمان وصول الرسائل إلى جميع الحجاج باختلاف جنسياتهم.
ويأتي هذا الحراك المكثف من الدفاع المدني في ظل التوجه الحكومي الشامل لضمان أن يؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بأمان وطمأنينة، في بيئة متكاملة من التنظيم والخدمة والرقابة، تعكس الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة كل عام لخدمة الحجاج.
ويُنظر إلى الخطط الأمنية والوقائية التي تنفذها الجهات المعنية، وعلى رأسها الدفاع المدني، بوصفها حجر الزاوية في إدارة موسم الحج، خصوصًا في ظل التحديات المتعلقة بكثافة الأعداد، والتنوع الثقافي واللغوي، والحاجة إلى تنسيق عالي المستوى بين عشرات الجهات الميدانية.
وتواصل المملكة، من خلال هذه الجهود، تأكيد ريادتها العالمية في إدارة الحشود، وتوفير تجربة حج استثنائية بكل المقاييس، تجمع بين الإيمان والتنظيم، وبين الروحانية والسلامة، وتبرهن للعالم أن خدمة الحاج شرفٌ تُسخّر له كافة الإمكانات البشرية والتقنية واللوجستية.
