في مشهد يفيض بالإيمان والامتنان، عبّر عدد من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، عن بالغ سعادتهم مع حلول أول أيام التشريق، مؤكدين أن مشاركتهم في مناسك الحج لهذا العام 1446هـ تمثل ذروة تجربة إيمانية استثنائية، طُبعت بملامح الرعاية الكاملة والتنظيم المحكم الذي ميّز أعمال الحج، ووفّر للحجيج أجواء من السكينة والطمأنينة.
وجاءت هذه الانطباعات خلال لقاءات مباشرة مع عدد من الحجاج المستضافين ضمن البرنامج، والذين يمثلون نخبة من الشخصيات الإسلامية والدعوية من مختلف دول العالم، فقد عبّروا عن تقديرهم العميق لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - لما يقدمانه من دعم سخي واهتمام دائم لخدمة ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات والانتماءات.
وقال الحاج محمد الحضري، القادم من ألمانيا: "نعيش فرحة لا توصف، فهذه الرحلة لم تكن فقط رحلة عبادة، بل كانت تجربة متكاملة في كل تفاصيلها، التنظيم هنا فائق الدقة، وكل شيء مهيأ للحاج منذ لحظة وصوله، من أبرز ما شد انتباهي هو الاعتماد الكبير على التقنيات الذكية في التفويج وإدارة الحشود، فقد كان التنقل بين المشاعر سلسًا بشكل لافت، حتى في أوقات الذروة، مما أشعرنا بالطمأنينة والراحة، وجعلنا نؤدي المناسك دون عناء يُذكر".
أما الحاج محمد عبدالله إدريس من جمهورية السودان، فقد عبّر عن امتنانه الكبير لما حظي به من رعاية واهتمام قائلاً: "هذه المكرمة الغالية من خادم الحرمين الشريفين ليست مجرد استضافة لأداء مناسك الحج، بل هي شهادة حية على التطور التنظيمي والإداري الذي تعيشه المملكة، فقد رأينا تطبيقات عملية لأنظمة ذكية مثل بطاقة نسك الإلكترونية، التي سهّلت علينا الحركة والوصول للخدمات، إلى جانب منظومة الأمن والسلامة والصحة، التي أدارت المشاعر بروح احترافية عالية".
ويحظى ضيوف البرنامج، الذين يُمثلون أكثر من 90 دولة حول العالم، برعاية شاملة منذ لحظة استقبالهم في منافذ المملكة، ومرورًا بإقامتهم في المدينة المنورة ومكة المكرمة، ووصولًا إلى تنقلهم بين المشاعر المقدسة، ويتلقّى الضيوف خدمات لوجستية متكاملة، تشمل الإرشاد والتفويج، والرعاية الطبية، والدعم الديني والإعلامي، إلى جانب الترجمة الفورية التي تسهم في كسر الحواجز اللغوية وتسهيل التواصل.
وفي مشعر منى، حيث يقضي الحجاج أيام التشريق، تسود أجواء من السكينة والانضباط التنظيمي، وسط متابعة دقيقة من الجهات الأمنية والخدمية، التي تنسّق جهودها في غرفة عمليات متكاملة، وتُعد وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من أبرز الجهات المنفّذة للبرنامج، إذ تضع ضمن أولوياتها تقديم خدمات ضيوف البرنامج بما يعكس الصورة المشرفة للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين.
وقد ثمّن عدد من الحجاج الضيوف، جهود الوزارة في الإعداد والتنظيم، مشيرين إلى أن ما لمسوه من اهتمام وتفانٍ يُجسّد حرص القيادة السعودية على أن تكون تجربة الحج استثنائية في كافة أبعادها، وقال أحد الضيوف من قارة آسيا: "أدهشتنا العناية الدقيقة في كل تفاصيل الرحلة، لقد شعرنا أن المملكة لم تدّخر جهدًا في تسخير مقدراتها وإمكاناتها في سبيل راحة الحاج، ما يدل على مدى احترامها لقدسية الشعيرة، وحرصها على تمكين كل مسلم من أداء النسك بكل يسر".
وأكد ضيوف البرنامج أن المملكة العربية السعودية تقدم للعالم نموذجًا رائدًا في إدارة الحشود، وتنظيم الفعاليات الدينية الكبرى، مستندة في ذلك إلى خبرات تراكمية، وتقنيات رقمية، وأطر تنظيمية تُدار بكفاءة عالية، وأشاروا إلى أن تجربة الحج في ظل استضافة خادم الحرمين الشريفين تمثّل فرصة لا تُقدّر بثمن، لما تحمله من قيمة روحية، وتكريم إنساني، وعمق أخلاقي.
وفي إطار هذا البرنامج، يتم تقديم برامج نوعية تثقيفية وتوعوية للحجاج المستضافين، من خلال لقاءات ومحاضرات علمية ودروس دينية يقدمها علماء ومشايخ من المملكة، مما يساهم في تعميق الفهم الديني الوسطي، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي قد تكون راسخة لدى بعض الحجاج القادمين من بيئات مختلفة، كما يتم تزويدهم بمطبوعات وأدلة توجيهية بلغات متعددة، تعينهم على أداء النسك بدقة وطمأنينة.
ويُذكر أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، قد انطلق منذ أكثر من 25 عامًا، واستضاف خلال مسيرته أكثر من 60 ألف حاج وحاجة من مختلف أقطار العالم، ضمن جهود المملكة المستمرة في تعزيز روابط الأخوّة الإسلامية، وترسيخ القيم المشتركة، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار.
وتواصل وزارة الشؤون الإسلامية تنفيذ البرنامج هذا العام بكفاءة عالية، من خلال فرق ميدانية متخصصة، وغرف عمليات تعمل على مدار الساعة، تتابع أوضاع الحجاج وتوفّر لهم كل ما يحتاجونه، ضمن منظومة خدمية تتكامل مع جهود الجهات الحكومية الأخرى في تحقيق أعلى معايير الجودة والراحة لضيوف الرحمن.
واختتم عدد من ضيوف البرنامج حديثهم بالدعاء للقيادة السعودية بأن يُجزيها الله خير الجزاء على ما قدّمته وتقدمه من جهود عظيمة لخدمة الإسلام والمسلمين، مشيرين إلى أن ما لمسوه في رحلتهم الإيمانية هذا العام سيبقى محفورًا في ذاكرتهم مدى الحياة، وسيحملونه معهم إلى بلدانهم كرسالة حب وسلام، وشهادة حية على عناية المملكة بأقدس شعائر الدين.