الضمان الصحي
الضمان الصحي يوجّه الحجاج لخطوات إسعافية سريعة لعلاج الإجهاد العضلي
كتب بواسطة: هلال الحداد |

في إطار حرص المملكة العربية السعودية على تعزيز الجوانب الوقائية والصحية لحجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج، واستمرارًا للدور التوعوي الذي تضطلع به المؤسسات الصحية في المملكة، قدّم مجلس الضمان الصحي مجموعة من الإرشادات والنصائح الطبية المتعلقة بكيفية التعامل مع حالات الإجهاد العضلي التي قد يتعرض لها الحجاج أثناء تأدية المناسك، ولا سيما في ظل الجهد البدني الكبير الذي يبذله الحاج خلال تنقله بين المشاعر المقدسة، وقيامه بالطواف والسعي ورمي الجمرات وسائر شعائر النسك، وهو ما يضع عضلات الجسم أمام تحدٍّ فسيولوجي مباشر، خصوصًا عند الحجاج القادمين من بيئات مناخية مختلفة أو ممن ليست لديهم لياقة بدنية كافية.

وأوضح المجلس في رسالته التوعوية التي نُشرت عبر منصته الرسمية على "إكس" أن الإجهاد العضلي يُعد من أكثر المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن أن تصيب الحجاج، لا سيما مع المشي الطويل في درجات حرارة مرتفعة، والوقوف لساعات متواصلة خلال أداء المناسك، مضيفًا أن التعرض للإجهاد العضلي قد يؤثر على قدرة الحاج على استكمال مناسكه بالشكل المريح، إذا لم يتم التعامل معه بالطرق الصحيحة والفعالة في الوقت المناسب.

وفي هذا السياق، أشار المجلس إلى أن من أبرز الوسائل السريعة لتخفيف أعراض الإجهاد العضلي والتعامل مع هذه الحالات بشكل أولي ومباشر تتمثل في التوقف الفوري عن الحركة بمجرد الشعور بأي ألم عضلي مفاجئ، أو شدّ غير طبيعي في أحد الأطراف أو عضلات الظهر أو القدم، مؤكدًا أن مواصلة الحركة رغم الشعور بالألم قد يؤدي إلى تفاقم الإصابة وتحولها من إجهاد مؤقت إلى تمزق عضلي يحتاج إلى تدخل طبي موسّع، ويُنصح كذلك بوضع ضغط خفيف على موضع الإصابة باستخدام ضمادة مرنة أو قطعة قماش نظيفة، وذلك بهدف تقليل الألم ومنع تفاقم التورم. كما شدد المجلس على أهمية استخدام الكمادات الباردة أو الثلج الملفوف بقطعة قماش على المنطقة المصابة لمدة تتراوح ما بين 15 إلى 20 دقيقة، حيث تساهم البرودة في تقليل الالتهاب والسيطرة على الألم الحاد بشكل فعّال.

وأشار المجلس إلى أن من الخطوات المساندة والمكملة في التعامل مع الإجهاد العضلي هي رفع العضو المصاب إن كان في الأطراف السفلية أو العلوية إلى مستوى أعلى من مستوى القلب، مما يساعد على تحسين الدورة الدموية، وتقليل معدل التورم، ودعم عملية التعافي الطبيعي للعضلة، كما أكد على ضرورة استشارة الطبيب أو التوجه إلى أقرب مركز صحي في حال استمرار الأعراض أو زيادتها، وعدم الاعتماد فقط على الإسعافات الأولية إذا لم يطرأ تحسن واضح خلال وقت معقول، وذلك تفاديًا لأي مضاعفات أو تلف عضلي داخلي لا يمكن ملاحظته خارجيًا.

إلى جانب الإرشادات العلاجية، دعا مجلس الضمان الصحي جميع الحجاج إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تساعد في تقليل فرص الإصابة بالإجهاد العضلي من الأصل، مثل الحرص على أخذ فترات راحة منتظمة بين أداء المناسك، وعدم المشي لمسافات طويلة بشكل متواصل دون توقف، مع أهمية ارتداء الأحذية الطبية المخصصة للمشي الطويل، والتي تدعم باطن القدم وتقلل الضغط على عضلات الساقين والفخذين والظهر، كما أوصى المجلس الحجاج بضرورة الحفاظ على الترطيب الدائم للجسم من خلال شرب كميات كافية من الماء والسوائل، وتجنّب فترات الصيام الطويلة أو التعرض المفرط لأشعة الشمس دون وقاية، لأن الجفاف يُعد أحد العوامل المؤثرة بشكل مباشر في زيادة احتمالية حدوث تشنجات عضلية وإرهاق بدني.

وفي جانب آخر من التوعية، نبّه المجلس إلى أهمية تناول وجبات غذائية صحية ومتوازنة خلال أيام الحج، تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية التي تعزز من سلامة وظائف العضلات والأعصاب، لاسيما البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم، التي تتوافر في الفواكه مثل الموز والتمر والخضراوات الورقية والمكسرات ومنتجات الألبان، حيث إن نقص هذه العناصر قد يؤدي إلى ضعف انقباض العضلات وزيادة خطر الإصابة بالتشنجات العضلية المؤلمة أثناء المشي أو الوقوف الطويل.

وأكد مجلس الضمان الصحي أن تقديم التوعية الطبية والإرشاد الصحي للحجاج يأتي في إطار منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز جودة الحياة خلال الحج، وضمان حصول كل حاج على تجربة صحية آمنة وميسّرة تتيح له أداء المناسك في أجواء من الراحة والطمأنينة، لافتًا إلى أن المراكز الصحية الميدانية الموزعة في المشاعر المقدسة مجهزة لاستقبال مثل هذه الحالات على مدار الساعة، وأن التنسيق قائم بين مختلف الجهات الصحية العاملة على الأرض لضمان سرعة الاستجابة ومعالجة الإصابات فور وقوعها.

كما أوضح المجلس أن أنظمة التأمين الصحي لحجاج الخارج تغطي عدداً من الخدمات والإجراءات الطبية اللازمة، بما في ذلك علاج الإصابات العضلية البسيطة والحادة، وهو ما يمنح الحاج مزيدًا من الطمأنينة والثقة خلال رحلته الإيمانية، مشيرًا إلى أن التوجيهات الصادرة من الجهات الصحية بالمملكة تركّز بشكل خاص على ضرورة حماية الحجاج من الإجهاد الحراري والعضلي، باعتبارهما من الحالات الأكثر شيوعًا خلال موسم الحج.

وتُعد هذه المبادرات التوعوية إحدى أوجه الدعم الصحي غير المباشر الذي تقدمه المؤسسات المختصة لحجاج بيت الله الحرام، والتي لا تقتصر على تقديم الخدمات الطبية العاجلة فحسب، بل تمتد إلى نشر المعرفة الطبية السليمة، وتعزيز ثقافة الوقاية لدى الحاج، ليكون على دراية بكيفية حماية نفسه والتعامل مع التغيرات البدنية المفاجئة التي قد يواجهها في بيئة مختلفة تمامًا عن بيئته المعتادة.