موانئ
موانئ السعودية تسجل قفزة نوعية في مايو 2025 بنسبة نمو 13% في الحاويات!
كتب بواسطة: محمد خالد |

شهدت الموانئ التابعة للهيئة العامة للموانئ في المملكة العربية السعودية، خلال شهر مايو من العام 2025، أداءً مميزًا تمثل في ارتفاع ملحوظ في حركة المناولة، مما يعكس تطورًا مستمرًا في قدرات التشغيل والتخطيط الاستراتيجي لقطاع النقل البحري في المملكة، وأظهرت الإحصائيات الرسمية تسجيل نمو في أعداد الحاويات المناولة بنسبة 13%، حيث بلغت 720,684 حاوية قياسية، مقابل 639,736 حاوية في نفس الفترة من العام الماضي 2024، ويؤكد هذا النمو المتزايد على نجاح الجهود المبذولة لتعزيز كفاءة الخدمات البحرية واللوجستية، إلى جانب مساهمة هذه الأرقام في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي.

في ذات السياق، ارتفعت حاويات المسافنة بنسبة 12.89%، حيث بلغت 149,143 حاوية مقارنة بـ132,112 حاوية تم مناولتها في مايو من العام السابق، مما يعكس تزايد الثقة في الموانئ السعودية كمحطة محورية في شبكة الشحن الإقليمية والدولية، نظرًا لما تقدمه من خدمات متطورة وتقنيات حديثة أسهمت في رفع كفاءة العمليات التشغيلية.

كما شهدت الحاويات الواردة ارتفاعًا بنسبة 15.84% لتصل إلى 292,223 حاوية قياسية، مقابل 252,265 حاوية خلال ذات الشهر من العام 2024، وهو ما يشير إلى زيادة ملحوظة في حركة الاستيراد والتدفقات التجارية الواردة إلى المملكة، من جهة أخرى، سجلت الحاويات الصادرة هي الأخرى نموًا بنسبة 9.38%، حيث بلغت 279,318 حاوية قياسية مقارنة بـ255,359 حاوية تم تصديرها في نفس الفترة من العام الماضي، ما يعكس تنامي القدرة التصديرية للقطاعات الإنتاجية والصناعية في البلاد.

وفيما يخص إجمالي الطنيات المناولة، والتي تشمل البضائع العامة والبضائع السائبة الصلبة والسائلة، فقد ارتفعت بنسبة 1.40%، حيث سجلت 21,337,699 طنًا مقابل 21,042,684 طنًا في مايو من العام الماضي، وقد توزعت هذه الطنيات على النحو التالي: البضائع العامة بلغت 935,932 طنًا، والبضائع السائبة الصلبة سجلت 5,059,899 طنًا، في حين وصلت البضائع السائبة السائلة إلى 15,341,868 طنًا، وتعكس هذه الأرقام استقرار الأداء التشغيلي للموانئ وتطور بنيتها التحتية بشكل يسهم في استيعاب الزيادة في الأنشطة التجارية والاقتصادية.

وعلى صعيد آخر، سجلت الموانئ السعودية خلال مايو 2025 استقبالًا لعدد كبير من رؤوس الماشية بلغ 1,635,489 رأسًا، بزيادة قدرها 61.22% مقارنة بـ1,014,417 رأسًا تم استقبالها في نفس الشهر من العام 2024، ويعكس هذا النمو الكبير تطور البنية التحتية الخاصة بالحجر البيطري والإجراءات اللوجستية المرتبطة بعمليات الاستيراد، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الماشية خلال الموسم الزراعي وفترات الاستهلاك المرتفعة.

أما الحركة الملاحية في الموانئ، فقد شهدت زيادة بنسبة 9.39%، حيث بلغ عدد السفن التي تم استقبالها 1,083 سفينة مقارنة بـ990 سفينة خلال مايو من العام السابق، ويدل هذا الارتفاع على توسع في التبادل التجاري وزيادة في عدد الخطوط الملاحية المرتبطة بالموانئ السعودية، الأمر الذي يعكس جدوى الاستثمارات الحكومية في تحسين الربط البحري.

وشهدت أيضًا أعداد الركاب ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 68.15%، حيث وصل عدد الركاب إلى 95,231 راكبًا، مقارنة بـ56,636 راكبًا في نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يعكس انتعاشًا في حركة السفر البحري، سواء لأغراض السياحة أو التنقل بين المدن الساحلية، ومن جهة أخرى، تم تسجيل نمو بنسبة 13.09% في أعداد العربات التي تمت مناولتها، حيث وصلت إلى 84,352 عربة مقابل 74,590 عربة في مايو 2024، ما يعكس ارتفاعًا في الطلب على الشحن البري المصاحب للنقل البحري.

ويُشار إلى أن الهيئة العامة للموانئ كانت قد سجلت خلال شهر أبريل من العام 2025 أيضًا أداءً إيجابيًا تمثل في ارتفاع أعداد الحاويات المناولة بنسبة 13.43%، حيث بلغت 625,430 حاوية قياسية، مقارنة بـ551,373 حاوية قياسية تم مناولتها في أبريل من عام 2024، مما يؤكد على استمرارية النمو وتحقيق نتائج تشغيلية متميزة على مدار الأشهر المتتالية.

وتشير هذه المؤشرات مجتمعة إلى نجاح الخطط الحكومية الطموحة الهادفة إلى تطوير قطاع النقل البحري وتحويل المملكة إلى مركز إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية، كما تسلط الضوء على التحسن الكبير في كفاءة العمليات التشغيلية بالموانئ السعودية، بفضل الاستثمارات في البنية التحتية، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في إدارة وتشغيل الموانئ، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لزيادة التنافسية وتحسين جودة الخدمات المقدمة.

كما يُعد هذا الأداء دلالة واضحة على استقرار سلاسل الإمداد العالمية، وثقة الشركاء التجاريين في جاهزية الموانئ السعودية لاستقبال ومناولة مختلف أنواع البضائع بكفاءة عالية، مما يعزز من موقع المملكة على خريطة التجارة الدولية، ويعطي دفعة إضافية للقطاعات الصناعية والزراعية والخدمية في المملكة من خلال تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير وخفض التكاليف اللوجستية، هذه النتائج تعكس التزام الهيئة العامة للموانئ بالمضي قدمًا في تحقيق التحول الوطني المنشود في قطاع النقل، ضمن إطار رؤية 2030، والتي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز دور المملكة كمحور لوجستي عالمي يربط بين قارات العالم الثلاث.