ترامب يهدد حضور مونديال 2026
تحديات جديدة تواجه كأس العالم 2026 وسط قرارات الهجرة الصادمة
كتب بواسطة: فاتن حامد |

أثار قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإعادة فرض حظر سفر على مواطني 12 دولة جدلاً واسعًا بشأن تأثير هذا الإجراء على كأس العالم لكرة القدم 2026، خاصة أن البطولة تُقام للمرة الأولى بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وتعدّ أميركا صاحبة النصيب الأكبر من المباريات والملاعب. القرار، الذي استثنى اللاعبين والمدربين دون التطرق إلى الجماهير، وضع علامات استفهام عديدة حول قدرة آلاف المشجعين من تلك الدول على حضور الحدث العالمي المنتظر، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الأجواء الجماهيرية والتجربة الكروية الشاملة التي يسعى المنظمون لتقديمها.

وفي هذا السياق، صرّحت ميج كين، المديرة التنفيذية لمدينة فيلادلفيا، وهي إحدى المدن الأميركية الـ11 المضيفة للمونديال، بأن القائمين على التنظيم يراقبون المستجدات السياسية بدقة، مشيرة إلى أن الحملة التي أطلقها ترامب بشأن الهجرة سيكون لها وقع ملموس على سير البطولة. وأكدت كين خلال اجتماع رسمي عقد يوم الاثنين بين ممثلي المدن المضيفة أن هناك الكثير من المتغيرات السياسية على المستويين المحلي والعالمي قد تؤثر على التنظيم العام، وشددت على ضرورة أن تكون لجان التنظيم جاهزة للتكيف مع أي قرارات مفاجئة تصدر عن الجهات الحكومية.

وأوضحت كين أن حالة عدم الاستقرار الراهنة تتطلب مرونة عالية في التعامل مع الظروف المحتملة، خاصة أن البطولة ستشهد مشاركة 48 منتخبًا ولعب 104 مباريات على مدى أكثر من شهر، ما يجعلها أكبر نسخة في تاريخ المونديال من حيث الحجم والزخم. وبينما تم استثناء اللاعبين والمدربين من الحظر، فإن غياب الجماهير المحتملة من 12 دولة قد يؤثر على تنوع الجمهور وعلى صورة البطولة التي طالما افتخرت بطابعها العالمي.

وتمتد منافسات كأس العالم المقبلة من 11 يونيو/حزيران حتى 19 يوليو/تموز 2026، حيث تستضيف الولايات المتحدة الجزء الأكبر من المباريات، بما في ذلك جميع أدوار خروج المغلوب بدءًا من ربع النهائي وحتى النهائي، الذي سيُقام على ملعب "ميتلايف" في نيوجيرسي. ويمثل قرار ترامب تحديًا إضافيًا للمنظمين الذين يتطلعون لإنجاح البطولة على مختلف المستويات، لا سيما أن كأس العالم يشكّل مناسبة نادرة لتوحيد الشعوب حول الرياضة في زمن تتصاعد فيه التوترات السياسية والهجرات القسرية.

وتتساءل الأوساط الرياضية والدبلوماسية عما إذا كانت الإدارة الأميركية المقبلة ستتبنى سياسات مشابهة لتوجهات ترامب، خاصة في حال فوزه بالانتخابات، وهو ما قد يعيد خلط الأوراق في اللحظات الأخيرة ويؤثر على الحضور الجماهيري والتفاعل الدولي، الأمر الذي يجعل مصير البطولة جزئياً مرهونًا بمزاج سياسي متقلب قد يهدد قيم الانفتاح التي طالما تغنّت بها كرة القدم.